Share
  • Link copied

مزاولة مهنة التنشيط الجامعي

مزاولة مهنة التنشيط الجامعي مع الإرتِقَاء بالوضعية إلى دَرَجة ضابط إيقاع في إطار النظام الأساسي للمستخدمين النَّاشِطين

إنها صفعة القَول وصدمة البيداغوجيا الجديدة بمفهومها المُستَجَدّ داخِل الساحة الجامعية، من خلال الخطاب الرسمي/الصريح و الغير معهود على المِنَصَّة وأمام حضور تمَّ استدعاؤُه وِفق التَّراتِبيَة الإدارية كَي يكون شَاهِداً على فضيحة المساس بِالصِّفة وإهَانَة الوظيفَة بِلِسَان قَطْعي من المسؤولين عن القطاع في أجواء “الوَلْجَة” لِيُعْلَنَ رسمياً وتمهيدياً أمام وسائل الإعلام الوطنية عن إدراج وظيفة “المهارات النّاعِمَة” و صِفَة “الأستاذ الجامعي المُنَشِّط” في المسار المهني للجامعة المُعَاصِرة بإسم استراتيجية الانفتاح والذكاء الإصطناعي “لِلْباشلور”.

هذه الصفقة الإيديولوجية السابقة لأوانِهَا تفترض اجتراح أدوات بيداغوجية مستقلة عن التركيبات الحالية للفضاءات التربوية كإيجاد نوادي ومنصات وخشبة لِعَرض المسرحية بدون حَطَبٍ وصَخَبٍ أو عَطَبٍ استشاري/تِقْنِي في المدرجات والأقسام والمصالح الإدارية من أجل تقديم عروض في الفرجة والنكتة والفكاهة مع التنسيق بين مسالك “الدّرَامَا العلمية” و “الكُومِيدْيَا المعرفية”.

وحتى لا ينزاح سلوك الانفتاح عن الخط المرسوم له سَلَفاً أضحى لزامًا على الوزارة الوصية عَلَينا بِمَا تَمتَلِكُه من إمكانيات ومُمْكِنات أَن تَضَعَ دفتراً للضوابط من أجل تنظيم الإيقاع والحفاظ على الموازين و الأنغام والتَّقَاسيم أثناء الأعمال التطبيقية في التنشيط، إنها صفقة الإنفتاح الجامعي الممتدة إلى أربع سنوات: تُذَكِّرُنَا بِمَصَائِب زيادة ساعة إضافية فِي الزَّمَن اليومي لِتنضَاف إلى مآسِينَا زيادة سنة في الزمن الجامعي، مع تغيير الأسماء والمفاهيم بدءاً بِصِفَة أستاذ باحث مروراً بِصِفَة أستاذ مستخدم انتهاءاً بِصِفَة أستاذ مُنَشِّط. وهذا القوْل المُبتَكَر هو قديم مأخوذ من منهجية التدريس في الإعدادي والثانوي باعتماد المقاربة بالكفايات مع ما تحمله من اختلالات وظيفية.

وبِمَا أنَّنا لسنا الوِعَاء الوحيد الحَامِل للمعرفة ستقوم الجِهَة الوَصِيَّة علينا بتأليف ونشر وتوزيع بعض الحَوَامِل البيداغوجية بما يتماشى مع مسلسل “الباشلور” من قَبِيل: الكتاب الجامعي في النشاط العلمي مع إصدار مُذَكِّرَة وزارية لِإقفال المختبرات المُنتجة للمعرفة نتيجة الكساد والإفلاس الذي قد يُصيبُهَا في مرحلة التحوّل الوظيفي، إضافة إلى الترتيب الغير مُشَرِّف لِمؤَسَّساتِنَا في التصنيف العالمي للجامعات الفاعلة والناشطة جِهَوِياً في المجال.

أمام هذه الوضعية الكارثية سيصبح المطلب النقابِي بِرَفع الضريبة عن البحث العلمي حتمية ضرورية قابلة للتصديق والتصفيق تحت القبة التشريعية “للحلوى وأتاي” وسوف يتم تغيير اسم جامعة محمد الخامس إلى مسرح محمد الخامس مروراً بشارع محمد الخامس وما يَحمِلُه من أنشِطَة على الأَرصِفَة. إنها فِكرة إبداعية ثاقِبَة لِلوُجْدَان و خَارِقَة لِلْأذْهَان، بدأت تنساب كَالكُوَيْرَات الحمراء في عروقي مع الشعور بالرّعشَة التي تَشبَه الجَّذْبَة الصُّوفِيَة، إنّه الإستِمطَار الذي يَلِي حالة الجفَاف في صحراء التخصّص والاستمتاع بِحَلاَوَة النشاط النفسي والإنفتاح الذِّهنِي والتفتح العلمي والنشوَة في الإبداع والنَّخوَة في الإبتكار مع الإحساس السابق لِأَوَانِه بِحَالَة القَطْع القَهْرِي مع القلق الفكري والإكتئاب المعرفي وقلة النوم من كثرة النضال والتدافع ضد سياسة ضيَاع الأمانَة وغياب الرقابة الذاتية وسؤال الضَّمير، لهذا اتخذت قرَاراً بِشكل استعجالي وليس تقني/تمهيدي كَي أجْعَلَ “الثامن من شهر فبراير” من كلِّ سَنَة عيداً للأستاذ “الجامعي/المنشط” مع وَضْعِ إكليلٍ من الورد البنفسجي على أعتاب سوق الوَلجَة ومهنة الفخارين ما دُمْتُ حَيّاً.

شكرا سيدي المعالي على كل حَال لأنني أصبحت أضحوكة بين الحِرَف اليَدَوِيَة والمِهَنية، كَوْنِي أدَّعِي في المَجَال أنني صاحب الحَرْفِ والكَلِمَة والمعرفة المهنية والنَّاطِق بالصراحَة الحارِقَة بعيداً عن المُجامَلَات العالقة والأطماع العميقة والممارسات الغارقة.

في الأخير، ينبغي التذكير بِأنَّ مَوْعِدَنَا “كُلَّ يَوْمِ سَبْتٍ” من أجل التقييم الأسبوعي لِشَكْل ومحتوى التنشيط المؤسساتي. لكن لا بُدّ من تقديم أوّل درس في التنشيط الكيميائي مَوضُوعه هو أنَّ المعلومات والمعطيات والبيانات قد تكون متوفرة في “مواقع الأنترنيت” لكن المعارف والتقنيات والمهارات تُكْتَسب من خلال تلقين وتحصيل المنهجية من جهة والمرجعية من جهة أخرى على أساس جدليّة الإنفتاح والإستناد مع تفعيل منظومة التكوين على عمليات التركيب والتحليل النسقي للمعلومات والقواعد العلمية في التخصصات وليس في النشاط.

أنَا الأستاذ الجامعي

لما غَلاَ ثَمَنِي، عَدِمتُ المُشْتَرِي،
في سوق “الوَلْجَة” مع انهيَار أَسهُم “الفخَّارِين”. إنه فصل الخطاب لِتَجَاوُز مَقُولَة الأَعطَاب

Share
  • Link copied
المقال التالي