Share
  • Link copied

السوسن.. نموذج للمدارس الخاصة خلال أزمة “كوفيد19”

أزمة كوفيد 19 لم تكن بالمحطة السهلة العبور في حياة البشر خصوصا الناشئة المتمدرسة. بل لازالت ترخي بثقلها على الأجساد والعقول ومازالت تثير الخوف والتوجس. عاش أطفال العالم وضعا صعبا جدا، لم يفهموا ما معنى أن يحاصروا من قبل شبح لطالما سمعوا عن قصص شبيهة عن الغول والجن والاميرة النائمة والساحرة، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام شبح حقيقي يمنعهم من ممارسة حيوية الطفولة ويحرمهم من زمن اللقاء في المدرسة والحي والشارع مع أقرانهم.. لقد سُرق منهم زمن من الصعب تعويضه، لكنه من المفيد جدا لشخصيتهم، فقد كان الظرف محطة صناعة الطفل الإنسان الطفل المواطن المهموم بهموم وطنه، هموم الإنسانية و الجماعة التي ينتمي إليها.

ورغم كل اللغط الذي أثير حول أداء التعليم عن بعد، أو كل النقاش الذي أثير عن أداء المقابل المادي مقابل تعليم البعد الجسدي عن المدرسة، فقد كان عدد كبير من المدارس الخاصة المغربية في مستوى اللحظة على مستوى الأداء التربوي والإنساني والتعليمي وأيضا على مستوى تفهم قدرات بعض الآباء ماديا.

وتعتبر مدرسة السوسن بحي الليون بالرباط من المدارس التي تحظى باحترام لنبل أدائها التربوي والتعليمي. مدرسة تعطي الأولوية دائما داخل أزمة كورونا أو خارجها لواجب التربية على القيم قبل تلقين المعارف والمعلومات.

إنها مدرسة تحدث عنها عدد من الآباء بكونها مدرسة تجسد روح المدرسة والمدرس المغربي العريق رغم وجود الطابع التجاري الذي لا يهم كثيرا إلى جانب الأبعاد والرهانات المواطنة والإنسانية التي يشتغل عليها الطاقم الإداري والتربوي على مدار العام.

عايش عدد كبير من الآباء إنسانية المدرسة في إيصال المعرفة لأبنائهم طيلة زمن “مدرسة الجائحة”، وعايشوا كيف صنع جيل من المعلمين ملحمة نصر على حصار كورونا، وعلى البعد الاجتماعي، وقدموا أجمل ما عندهم من تواصل إنساني رائع طيلة هذه الفترة.

عدد كبير من الآباء قدروا الروح “القتالية” لأطر هذه المدرسة النبيلة وتقدموا لهم بالشكر معبرين لهم عن امتنانهم لمصاحبة صغارهم أثناء زمن الحجر الصحي، وشهدوا للمعلمين و للأطر الإدارية والتربوية بكونهم اشتغلوا داخل أوقات العمل وأيضا خارجها أثناء المساء والليل لمواكبة التلاميذ وأيضا الأسر. وللأمانة فقد تحدث بعض الآباء، عن روح التعاون والتضامن الذي عبرت عنه المؤسسة، بإعفاء عدد من أولياء التلاميذ المعسرين من الأداء أو تخفيض نسب مهمة لبعضهم. في المقابل هناك آباء أدوا جميع المستحقات كاملة تضامنا مع المدرسة وإيمانا منهم بالدور التربوي العميق الذي قامت به طيلة هذه الأزمة حسب شهادات عدد منهم.

وحسب ذات الشهادات التي لا يسمح المجال هنا بسردها واحدة واحدة بمسمياتها، فإن الإدارة لم تضغط أبدا على أولياء التلاميذ من أجل الأداء ولم تتعامل معهم بمنطق تجاري مادي، وإنما كان التعامل إنسانيا متفهما في مستوى المرحلة، مرحلة المقاومة الوطنية الجماعية في صف واحد وجبهة واحدة لوحش صغير خفي إسمه كوفيد 19.

Share
  • Link copied
المقال التالي