عقب قرار وزارتي الداخلية والصحة، الأحد الماضي، القاضي بمنع السفر من وإلى 8 مدن مغربية، فضل العشرات من المواطنين المتواجدين في بعض المناطق التي تعرف تسجيلا للإصابات، رغم قلتها، الهروب إلى منازلهم قبل اتخاذ أي خطوة مفاجئة من السلطات.
وعرف الأسبوع الجاري، منذ بدايته، مغادرة العديد من الأشخاص الذين كانوا في رحلة سياحية أو توجهوا لزيارة العائلة والأقارب، في عدد من المدن الساحلية، على رأسها الحسيمة والسعيدية، مخافة صدور قرار إغلاق هذه المناطق، بعد تسجيل بعض الحالات فيهما.
وكان العديد من المواطنين قد توجهوا إلى مدن أخرى، من أجل تخفيف التداعيات النفسية لمرحلة الحجر الصحي التي تجاوزت الشهرين، والترويح عن نفسية الأطفال، الذين اعتبرهم الكثير من المراقبين، أكثر الفئات المتضررة من الجائحة في المملكة المغربية.
وفي هذا السياق، قال سفيان، وهو أحد المواطنين الذين اختاروا تشجيع السياحة الداخلية، لجريدة “بناصا”:”مباشرة بعد تخفيف الحجر الصحي، وتصريحات المسؤولين عن ضرورة تشجيع السياحة، ورغبتي مني في الترويح عن نفس زوجتي وأبنائي، قررنا التوجه إلى الحسيمة، لكن مع القرار الفاجئ الأخير، وفي ظل تسجيل عدة حالات في آخر يومين بالحسيمة، قررت الفرار قبل وقوع أي طارئ غير متوقع”.
وأبدى سفيان في حديثه تخوفه “من توجه الحكومة إلى إعلان إغلاق مدن جديدة، خاصة تلك التي تعرف تسجيلا للإصابات، بالرغم من أنها قلية مقارنة مع ما عرفته مدن مثل طنجة والدار البيضاء، إلا أنه لا ثقة في السلطات في رأيي، ولا يمكن أن نعول عليها، لأنه يمكن أن نصدم، تماما كما وقع الأحد الماضي”.
من جانبه أوضح سعيد لـ”بناصا”، وهو أستاذ يدرس بإقليم الحسيمة، بأنه كان قد قرر في وقت سابق، “أن أرجئ زيارة والداي، اللذين لم أرهما منذ يناير، إلى غاية اليوم الأخير قبل عيد الأضحى، من أجل قضاء المناسبة معهما، وبرفقة زوجتي وأطفالي، وقد اضطررت للانتظار إلى غاية توقيع محاضر الخروج، الإثنين، قبل أن أغادر مباشرة إلى مدينة بركان، تفاديا لأي احتمال بأن يتم إغلاق الحسيمة، التي عرفت تسجيل حالات جديدة مؤخرا”.
مواطن آخر سافر من مدينة تازة صوب السعيدية قبل أيام، بغرض السياحة، “لكن القرار الأخير لوزارتي الداخلية والصحة، دفعني لحمل أمتعتي والفرار على وجه السرعة، خوفا من أي خطوة أخرى للحكومة، خاصة أن إقليم بركان، كان قد عرف تسجيل بضع إصابات مؤخرا، وهو ما جعلني لا أقرر مباشرة العودة تفاديا لأي احتمال لقضاء العيد في مكان بعيد عن عائلتي ووحدي”.
يشار إلى أن قرار وزارتي الداخلية والصحة، كان قد أربك العديد من المواطنين وأجبرهم على تغيير مخططاتهم، خاصة الذين غادروا مدنهم، مؤخرا، إما لزيارة العائلة، أو لتشجيع السياحة الداخلية، من أجل الدفع بالعجلة الاقتصادية للمملكة إلى الأمام.
تعليقات الزوار ( 0 )