شنت القوات الإسرائيلية غارات دامية جديدة على قطاع غزة، بينما أطلق حزب الله اللبناني وابلا من الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، في وقت تسود السبت مخاوف من هجوم إيراني ضد الدولة العبرية.
وأعلن حزب الله اللبناني المدعوم من إيران، الجمعة أنه أطلق “عشرات صواريخ الكاتيوشا” على مرابض مدفعية إسرائيلية، في هجوم قال إنه رد على الهجمات الإسرائيلية على بلدات في جنوب لبنان.
وأشار الجيش الإسرائيلي من جهته إلى “رصد نحو 40 صاروخا من الأراضي اللبنانية، تم اعتراض بعضها”. وقال الجيش إنه “لم يُبلّغ عن وقوع إصابات”، مضيفا أنه اعترض في وقت سابق “طائرتين مسيرتين مفخختين لحزب الله”.
في واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة إنه يتوقّع أن تحاول طهران توجيه ضربة لإسرائيل في المدى القريب ردا على تدمير القنصلية الإيرانية في دمشق، حاضّا الجمهورية الإسلامية على عدم مهاجمة الدولة العبرية.
وقال بايدن “لا أريد الخوض في معلومات سرية لكني أتوقع (أن تحصل الضربة) عاجلا وليس آجلا”. ولدى سؤاله عن ماهية رسالته لإيران في ما يتعلّق بتوجيه ضربة لإسرائيل، أجاب بايدن “لا تفعلوا!”. وتابع “نحن ملتزمون الدفاع عن إسرائيل، وسندعم إسرائيل، وسنساعد في الدفاع عن إسرائيل وإيران لن تنجح”.
وبعد إعلان بايدن الأربعاء أن إيران “تهدد بشن هجوم كبير على إسرائيل”، وصل قائد القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الجنرال إريك كوريلا إلى الدولة العبرية الخميس للقاء مسؤولين عسكريين.
وفي مؤشر آخَر إلى تصاعد التوتر، أعلنت شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا وفرعها النمسوي “أوستريان إيرلاينز” الجمعة أنهما ستعلقان رحلاتهما من طهران وإليها حتى الخميس 18 أبريل، وأنهما لن تستخدما المجال الجوي الإيراني.
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة إرسال تعزيزات إلى الشرق الأوسط في حين أن إسرائيل في حالة تأهب لهجوم إيراني محتمل.
وتعهّدت الجمهورية الإسلامية الرد على ضربة استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل وأدت إلى مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري بينهم ضابطان رفيعا المستوى.
وعند منتصف ليل الجمعة السبت، قال الجيش الإسرائيلي إن صافرات الإنذار دوت في محيط قطاع غزة، في وقت أعلنت حركة الجهاد الإسلامي، ثاني أكبر جماعة مسلحة فلسطينية في القطاع بعد حماس، إطلاق رشقة صاروخية باتجاه مدينة سديروت الإسرائيلية “ردا” على الضربات في غزة.
وساطة
إلى ذلك، لا يزال الوسطاء الأميركيون والقطريون والمصريون، ينتظرون رد كل من إسرائيل وحركة حماس على مقترح للتهدئة يهدف الى إرساء هدنة ومبادلة الرهائن الإسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين، بعد أكثر من ستة أشهر على اندلاع الحرب التي تسببت بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وأفاد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس الجمعة بأن الطيران الإسرائيلي شنّ عشرات الغارات الجمعة على مختلف مناطق القطاع، خصوصا النصيرات والمغراقة والمغازي في وسطه.
وقُتل 25 شخصا على الأقل في غارة طالت منزل عائلة الطباطيبي في حي الدرج في مدينة غزة، وفق قريب لهم. وبذلك تكون هذه العائلة قد فقدت 60 من أبنائها بعد استهدافهم بغارة في 15 آذار/مارس أوقعت 35 قتيلا.
وأكد مكتب الإعلام بأن الجيش الإسرائيلي فجّر عشرات المنازل والمباني السكنية بعد تفخيخها في مخيم النصيرات للاجئين.
وقال محمد الريس (61 عاما) إن القصف الجوي والمدفعي طال النصيرات “طوال الليل… هربنا في الصباح ولا مكان نذهب إليه. هذه سادس مرة ننزح فيها”.
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم مدنيون، حسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وتوعدت إسرائيل بـ”القضاء” على الحركة، وتشن عمليات قصف أتبعتها بهجوم بري، ما أدى إلى مقتل 33634 شخصا في القطاع غالبيتهم مدنيون، حسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس صدرت الجمعة.
كذلك، خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا ما زال 129 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية.
ويلوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو منذ أسابيع بشنّ هجوم بري على رفح قرب الحدود المصرية “للقضاء” على حماس، مثيرا مخاوف على مصير المدنيين، إذ تؤكد الأمم المتحدة أن المدينة باتت الملاذ الأخير لنحو 1,5 مليون شخص نزح معظمهم من مناطق أخرى في القطاع.
وعلى صعيد المفاوضات، لم يُعلن حتى الجمعة عن رد من حماس أو إسرائيل على مقترح هدنة عرضه الوسطاء الأحد، في ظل ضغوط دولية على الطرفين المتمسكين بمطالبهما.
وينص المقترح على إطلاق سراح 42 رهينة إسرائيلية في مقابل 800 إلى 900 فلسطيني تعتقلهم إسرائيل، ودخول 400 إلى 500 شاحنة من المساعدات الغذائية يوميا وعودة النازحين إلى شمال غزة، بحسب حماس.
وتطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وسحب إسرائيل قواتها من كل قطاع غزة والسماح بعودة النازحين وزيادة تدفق المساعدات في وقت تقول الأمم المتحدة إن جميع السكان وعددهم نحو 2,4 مليون شخص يتضورون جوعا.
منذ أشهر، تحضّ وكالات إغاثة وحكومات أجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، الحليفة الرئيسية لإسرائيل، الدولة العبرية على فتح طرق إمداد مباشرة إلى شمال قطاع غزة، حيث الأزمة الإنسانية أكثر حدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة فتح معبر جديد من جهة الشمال. وقالت وسائل إعلام إن المعبر يقع على مقربة مع منطقة زيكيم الإسرائيلية على مسافة غير بعيدة من معبر بيت حانون المغلق حاليا.
وقال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني عبر منصة إكس إن “الزيادة في المساعدات ليست ملموسة بعد”.
وأضاف “يجب أن تكون المساعدات قادرة على الوصول بأمان إلى جميع المحتاجين إليها”، داعيا إسرائيل إلى “رفع” القيود المفروضة على موظفي وكالته للسماح لهم بالوصول إلى شمال غزة.
من جهته أعرب البابا فرنسيس الجمعة عن “حزنه” بسبب “الصراع في فلسطين وإسرائيل”، وذلك في رسالة وجّهها بمناسبة نهاية شهر رمضان.
وقال البابا “ليتوقف إطلاق النار فورا في قطاع غزة حيث تحدث كارثة إنسانية، ولتصل المساعدات إلى السكان الفلسطينيين الذي يتألمون بقسوة، وليطلق سراح الرهائن الذين خطفوا في أكتوبر”. وتطرّق البابا في رسالته إلى “سوريا المعذّبة ولبنان وكل الشرق الأوسط”.
تعليقات الزوار ( 0 )