شارك المقال
  • تم النسخ

مخافة تغير موقف إسبانيا.. هل قطعت الجزائر علاقاتها بالمغرب بسبب التّقارب مع مدريد؟

أثار إعلان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، أمس الثلاثاء، عن قطع بلاده لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، بعد ما أسماه بـ”الاعتداءات المتكررة للمملكة على جارتها دون توقف”، بالموازاة مع عودة المفاوضات الدائرة بين الرباط ومدريد، والتي ستشمل مجموعة من القضايا الكبرى من بينها الصحراء، العديد من التساؤلات.

وكانت تقارير إسبانية، قد قالت إن وزير الخارجية مانويل ألباريس، أكد على أن المفاوضات مع المغرب ستتم بدون خطوط حمراء وستجري مناقشة جميع القضايا التي تسببت في الأزمات بين البلدين خلال العقود الأخيرة، مبرزةً أن حكومة مدريد ستدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، تحت سيادة المملكة، في حال تلقت ضمانات بخصوص قضية مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.

ونقلت صحيفة “إل إسبانيول”، عن مصادر رسمية من وزارة الخارجية الإسبانية، أن الموقف الجزائري الذي أعلن عنه رئيس دبلوماسيتها، من المغرب “لم يكن مفاجئا بالنسبة لهم”، مؤكدين على أن هذا التطور “من حيث المبدأ لا يجب أن يؤثر على مدريد، غير أن الأخيرة لا تحب ما يقع بين الجارتين الرئيسيتين لها”.

وأوضح المصدر، أن قطع العلاقات لم يكن مفاجئاً، فقد كانت الجزائر، قبلها بخمسة أيام فقط، قد قررت “إعادة النظر” في العلاقات مع المغرب، بسبب “الأعمال العدائية”، متهمةً المملكة بـ”التورط في حرائق منطقة القبائل”، التي راح ضحيتها حوالي 90 شخصا، منهم 33 جندياً، إلى جانب مقتل الفنان جمال بن إسماعيل، الذي أعدم حرقا في تيزي وزو.

وأردفت الصحيفة، أن الجزائر لم تستجب للخطاب الودي الذي ألقاه الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش، حين دعا إلى تغليب “الحس السليم والمصالح العليا”، وتجاوز “الوضع المؤسف الذي تضيع فيه طاقات بلدينا”، معتبراً أن “الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا ولا يفيد شعبينا، كما أنه غير مقبول لكثير من الدول”.

وعلى العكس تماماً، من قبول بيدرو سانشيز يد المغرب الممدودة، تتابع “إل إسبانيول”، رفض عبد المجيد تبون ذلك، مبرزةً في السياق ذاته، أنه حتى الأزمة التي اندلعت بين الرباط ومدريد، كانت الجزائر بطلتها، فهي من نقلت غالي عبر طائرة رئاسية إلى لوغرونيو للاستشفاء، بعد تعرضه للإصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأشارت اليومية إلى أن، الحفاظ على الاستقرار في المغرب العربي، بات مهدداً من قبل أكبر دولة في القارة، إلى جانب المغرب، منبهةً إلى أن غياب الأمن في منطقة الساحل، إلى جانب الحرب الباردة بينهما، ساهم في تعزيز المملكة وجارتها الشرقية لقوتيهما العسكريتين في السنوات الأخيرة، وتحديث ترسانة جيشيهما.

ونبهت إلى أن الصراع بين الجزائر والمغرب، من شأنه أن “يعرض الاستقرار السياسي والاقتصادي في شمال إفريقيا للخطر، وكذلك الاستقرار في جنوب أوروبا، بسبب الارتباط التاريخي والقرب الجغرافي”، مسترسلةً أن إسبانيا، التي استأنفت لتوها العلاقات مع الرباط، بعد 4 أشهر من الأزمة، ستتأثر بشكل مباشر من التطور الأخير.

وواصلت “إل إسبانيول”، أن مدريد لديها العديد من الاتفاقيات مع الرباط والجزائر، بخصوص الهجرة والأمن، والاقتصاد، إلى جانب تلك المتعلقة بالموارد الطبيعية، منبهة إلى أن موقف إسبانيا الداعم لقرارات الأمم المتحدة في نزاع الصحراء، الذي يعتبر السبب الدائم لتوتر العلاقات بين المغرب وجارته الشرقية، بات الآن عرضة للخطر.

وزادت أن إسبانيا، عرضت على المغرب، بالفعل، “محادثات بدون محرمات”، تشمل قضية الصحراء المغربية، وهو ما يصعب على الجزائر قبوله، مذكّرةً بأن مدريد لها علاقات تجارية واستثمارية مع كلا البلدين، والمغرب يعد الوجهة الأولى للاستثمارات الإسبانية في القارة الإفريقية، فيما تأتي الجزائر من البلدان الرئيسية للتجارة الإسبانية.

وأبرزت الجريدة أن إسبانيا، تستورد الغاز بشكل رئيسي من الجزائر، ففي سنة 2019، شكلت واردات الوقود من هذا البلد، 92 في المائة من إجمالي الواردات، وفقا لبيانات المعهد الإسباني للتجارة الخارجية، مسترسلةً أن الاستثمارات الإسبانية في الجزائر، ترتكز على قطاعات الطاقة والبناء والمياه.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي