كشفت تقارير حقوقية موثقة عن حجم الانتهاكات المروعة التي ارتكبتها أجهزة الأمن السورية داخل سجونها ومراكز اعتقالها مباشرة بعد سقوط بشار الأسد، فالتعذيب الممنهج، والإعدامات خارج نطاق القضاء، والاختفاء القسري، باتت ممارسات روتينية داخل هذه الأماكن، محولة إياها إلى مسالخ بشرية حقيقية.
وتؤكد هذه التقارير وشهادات بعض السجناء، أن نظام الأسد لم يتردد في استهداف المدنيين والمعارضين، مستغلاً سلطته في ارتكاب أفظع الجرائم ضد الإنسانية.
وفي هذا الصدد، قال محمد مصطفى علوش، عضو الثورة السورية في حوار مع جريدة “بناصا”، إن قصص سجون النظام المجرم الساقط لن تنتهي ولو لمائة عام ، مؤكدا أن من تم تحريرهم لا يتجاوز 30 ألفا، بينما عدد المختفين قسريا والمسجلين بقوائم الأمم المتحدة تجاوز المائة ألف، وأن عدد المعتقلين أيضا تجاوز النصف مليون معتقل، بحسبه.
وأوضح المصدر ذاته، أن غالب هذه الأعداد تم قتلها من قبل النظام، قائلا: ستتفاجأون وبشكل مروع عن حجم المقابر الجماعية التي عملها النظام
يوكفي فظاعة جورة الأسيد وهي حفرة كبيرة يرمون الجثث فيها يوميا لتذويبها، والمكسب الذي يكبس الجثث بعد تصفيتها وإلقاء البقايا من الجثث في حفر جماعية.
وأضاف، “هل أحدثكم عن أهوال التعذيب، إبن أختي شاب صغير لم يشارك في شيء، وذنبه أنه قريب لي، اختطفوه وعذبوه سبعة أيام وسملوا عيناه، وضربوا في يديه الماسمير، وقطعوا من جسده بعد تكسير أطرافه الأربع، ولم يتحمل التعذيب سوى خمسة أيام، وفاضت روحه ولم يخبروا أهله بوفاته إلى الآن ونقل بعض المعتقلين هذه الحادثة لنا.
وشدد محمد مصطفى علوش، على أن العشرات من المعتقلين ممن لهم زوجات وأطفال بلغوا ذويهم أن ابنكم مات ثم لما تم تحرير السجون خرجوا وكأنهم أموات، تخيلوا ـن زوجته ترملت بعده وتزوجت وأنجبت وأن أطفاله لم يروه، فكيف سيكون وضعهم.
ومضى قائلا: سجون النظام كانت محرقة الشعب السوري، ولم نكن نستطيع المرور بطريق السجن، ولم نكن نستطيع ذكر اسم السجن، هو جبل وأزيح عن صدور السوريين، وهذا الجبل من طبيعة الشياطين.
وأشار محمد مصطفى علوش، عضو الثورة السورية، إلى أنه ومهما قيل، فلن أستطيع أن أعبر لكم عن هول التعذيب الذي حل بنا، فهناك أناس خرجت مجانين وآخرون فاقدو الذاكرة وآخرون كتلة أمراض متنقلة.
تعليقات الزوار ( 0 )