Share
  • Link copied

محرز نجم بلا منازع!

قبل مواجهة البياسجي في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا حقق المان سيتي أول لقب له هذا الموسم من أصل ثلاثة ألقاب ممكنة بعد فوزه على توتنهام في نهائي كأس الرابطة الإنكليزية المحترفة، في انتظار تتويجه المرتقب بلقب الدوري المحلي رسميا بعد أيام، وربما تتويجه للمرة الأولى في تاريخه بلقب دوري الأبطال الذي يبحث عنه منذ مجيء بيب غوارديولا مدربا للفريق صيف 2016، والذي حقق بالمناسبة لقبه الثلاثين في مسيرته التدريبية، الرابع على التوالي من نوعه مع السيتي، في مباراة اختير فيها الجزائري رياض محرز رجل اللقاء، بعدما أبدع وتألق بإحرازه لسادس ألقابه مع السيتي، والسابع له في انكلترا، وأصبح أول لاعب ميدان أفريقي يحقق لقب كأس الرابطة لثالث مرة على التوالي، وأول لاعب عربي ينال جائزة رجل المباراة في ذات النهائي.

رياض محرز أبدع أمام توتنهام مثلما فعل قبل ذلك في مبارتي ربع نهائي دوري الأبطال أمام دورتموند، وسجل وصنع أهدافا كعادته، لدرجة صار يشبه بمحرز ليستر سيتي في قيادة الفريق نحو الانتصارات، وغطى على كيفن دي بروين، واضطر المدرب الى أن يلعب من دون قلب هجوم صريح حتى يستطيع اقحام محرز وفودن وبرناردو سيلفا ورحيم ستيرلنغ وكيفن دي بروين وغوندوغان، في نفس التشكيلة، ومع ذلك تألق محرز وسط الزحمة وفرض نفسه كقطعة أساسية لا يمكن لغوارديولا الاستغناء عنها، لدرجة عرض عليه تجديد عقده قبل الأوان الى غاية 2025، علماً أن عقده الحالي يمتد الى صيف 2023، لكن الجوهرة الجزائرية فضل التريث في اتخاذ القرار، إدراكا منه بأن قيمته سترتفع في السوق مع تألقه نهاية هذا الموسم.
الحدث لم يكن أداء رياض محرز المتميز، ولا تتويجه الثالث على التوالي، ولا حتى نيله جائزة رجل المباراة واشادة وسائل الإعلام بذلك، لأن الأداء جاء امتداداً لاستمرار تألق النجم الجزائري منذ بداية الموسم، وساهم في التتويج مثلما يساهم كل أسبوع في صناعة انتصارات فريقه، ما سمح له بالفوز بجوائز فردية كثيرة هذا الموسم جعلته يتصدر صفحات عديد الصحف والمواقع الرياضية، لكن الحدث هو الثقة التي استعادها رياض في نفسه بعدما تجاوز كثيرا من العواقب التي واجهته منذ انتقل إلى السيتي صيف 2018، الى أن فرض نفسه وصار عنصرا مهما في منظومة لعب السيتي مع الوقت، رغم المنافسة القوية التي يلقاها من نجوم كثر يزخر بهم الفريق على غرار رحيم ستيرلنغ، وبرناردو سيلفا، وفل فودن، وفيران توريس.

إلى وقت قريب كان الكثير من المتابعين ينصحون محرز بمغاردة السيتي بحثا عن فضاء آخر يسمح له باستعراض مهاراته أسبوعيا عوض البقاء رهينة لسياسة التدوير التي ينتهجها المدرب، لكنه لم يفعل ولم يفكر في ذلك أصلا، ما دام عقده يمتد الى غاية صيف 2023، ليس خوفا من المجهول، ولكن ثقة في قدراته الفنية والمهارية التي سمحت له بتجاوز كل الصعاب، ساعدته في ذلك شعبيته الكبيرة في الأوساط الجماهيرية وانصافه من قبل الصحافة البريطانية التي لم تبخل عليه بالمساندة والدعم، ومنحته حقه من الثناء والتقدير كلما وطأت قدماه أرضية الميدان كأساسي أو احتياطي، كما لم يتردد نفسه في التحلي بالصبر والمثابرة التي كللت تتويجه عدة مرات لاعب الشهر في السيتي بفوزه مرارا بلقب رجل المباراة.

رياض محرز صار أمراً واقعاً هذا الموسم، دفع بغوارديولا الى ابقاء رحيم ستيرلنغ في كرسي الاحتياط عدة مرات هذا الموسم، لدرجة بدأت وسائل إعلام بريطانية تتوقع له التتويج بلقب أفضل لاعب في افريقيا لسنة 2021 للمرة الثانية بعد 2017، خاصة اذا تمكن من التتويج بلقب دوري الأبطال الذي ينقص سجله، وتمكن من قيادة منتخب بلاده للتأهل الى مونديال قطر 2022، بالاضافة الى تتويجه بلقبي الدوري المحلي للمرة الثانية، وكأس الرابطة للمرة الثالثة على التوالي، خاصة وأنه في أوج لياقته وعطائه وتميزه الذي يصنع الحدث في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

من حمل على أكتافه نادي ليستر المغمور الذي حقق معه اعجازا بنيله بطولة الدوري الانكليزي وتوج  أفضل لاعب في إنكلترا وفي أفريقيا سنة 2017، وحقق مع منتخب بلاده لقبا قاريا سنة 2019 في مصر، لا يمكنه ان يكون لاعبا عاديا، ويتوقف عند هذا الحد من الإبداع وتحقيق الإنجازات الفردية والجماعية بعدما عاد الى مستواه وارتفعت أسهمه في سوق الانتقالات.

Share
  • Link copied
المقال التالي