نظم مجلس الجالية المغربية بالخارج والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، اليوم الجمعة، بفضاء المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، ندوة لتقديم موسوعة “مغاربة العالم لاعبي كرة القدم”، التي تمثل دراسة تحليلية في أفق خلق آلية مستدامة لمتابعة المواهب المغربية في كرة القدم عبر العالم.
وتروم هذه الدراسة التحليلية، التي شملت 689 لاعبا من مغاربة العالم يشكلون أكثر من 99 في المائة من مجموع الممارسين المحترفين لكرة القدم بأزيد من 45 بلدا، مساعدة صانع القرار الكروي في استعمال المعرفة العلمية وتقنيات تحليل البيانات في الوصول المبكر لهذه المواهب التي تبدع أقدامها في كل ملاعب العالم.
وبحسب مجلس الجالية المغربية بالخارج، فإنه رغم المجهودات التي تبذلها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إلا أن ذلك يفتقر إلى آلية خاصة لمواكبة الرياضيين المقيمين بالخارج، خصوصا المزاولين لكرة القدم، وبالتالي أصبح من الضروري خلق آلية للتنسيق بين كل المجهودات المختلفة في المجال الرياضي في دول المهجر.
واقترح أن تكون هذه الآلية تابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تعمل، بالإضافة إلى التنسيق بين المجهودات المختلفة في المجال الرياضي، على الارتقاء بالرياضة في الخارج وتقريبها من الأجيال الجديدة للهجرة المغربية.
ومن شأن هذه الآلية، يضيف المجلس، الإسهام في إشعاع الرياضة بهذه البلدان، كما سيكون إحداثها أمرا مفيدا من أجل تقديم عرض رياضي للرياضيين الشباب المزدادين في بلدان المهجر، وتعزيز الروابط بينهم وبين وطنهم الأصلي، وتمكين المواهب الشابة والأجيال الصاعدة من الرياضيين المغاربة في المهجر، خاصة في فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا والسويد والمملكة المتحدة والإمارات العربية وغيرها من دول المعمور، من تطوير إمكاناتهم ومواهبهم لضمان كل شروط النجاح.
وثمن وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، في كلمة ترحيبية ببعض لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم، الذين حضروا الندوة، تشبث اللاعبين المغاربة من أبناء الجالية في المهجر بمغربيتهم ووطنيتهم، مبرزا مدى الحب الذي يكنه لهم المغاربة. وتمنى لهم حظا سعيدا في كأس العالم المقبلة حتى يدخلوا الفرحة من جديد على قلوب المغاربة كما فعلوا في مونديال قطر، مؤكدا لهم وقوف كل المغاربة إلى جانبهم.
من جانبه، قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، بالمناسبة، إن هذه الدراسة التي أنجزها المجلس شملت 689 لاعبا من مغاربة العالم في 45 بلدا وبحوالي 529 ناديا وبقيمة مالية تقارب 600 مليون أورو، وببنية بشرية معدل عمرها لايتجاوز 24 سنة، منهم 300 لاعبا يمارسون في القسم الأول لأنديتهم.
واضاف أن هذه الدراسة تبين أن بلوغ المنتخب المغربي للكبار نصف نهاية كأس العالم التي أقيمت بقطر لا يشكل مفاجأة، وإنما تحصيل حاصل للمجهودات التي تبذل من طرف الجالية المغربية، مشيرا إلى أن الشكر موصول لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على دعمه للمجلس من أجل إخراج هذه الدراسة إلى حيز الوجود، ولتمكين اللاعبين من الجالية المغربية بالخارج من التعبير عن مغربيتهم وتشبثهم بوطنهم.
وأشار إلى أن هذه الدراسة الشاملة كشفت أن اللاعبين المغاربة من أبناء الجاليات بالخارج يمارسون في العديد من البطولات في أوروبا وآسيا والبلدان العربية وكذا في إفريقيا، منهم حراس مرمى ومدافعون ومهاجمون بل يلعبون في كل المراكز.
من جهته، أوضح فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أن هذه الدراسة تبين أن المغاربة يتواجدون في جميع أنحاء العالم وفي مختلف المجالات سواء في الفن والعلوم وفي رياضة كرة القدم، معتبرا أن اللاعبين الذين يمارسون خارج الوطن ليسوا لاعبين فقط بل سفراء للمغرب يكرسون قيم وثقافة المملكة.
وتتضمن الدراسة، التي تقع في 700 صفحة، على الخصوص تحليلا للخصائص العامة للاعبي مغاربة الخارج ودراسة لاعبي كرة القدم من مغاربة العالم بالمنطقة الكروية للكونكاكاف والمنطقة الأوروبية والعربية وآسيا وتوزيعهم حسب المدن والأندية والقيمة المتوسطة للاعبين، فضلا عن التوزيع النسبي للاعبي منتخب المونديال حسب الدول.
تعليقات الزوار ( 0 )