في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أرسلت إيران مؤخراً وفداً أمنياً إلى الرباط، يرافقه ممثلون عن السعودية والإمارات، في محاولة لفتح حوار مع المسؤولين المغاربة وإعادة بناء العلاقات الثنائية التي شهدت توترات متكررة على مر السنين.
وتأتي هذه المبادرة الإيرانية، حسب تقارير إعلامية، في ظل سعي طهران لتغيير صورتها في المنطقة والعالم، والتقارب مع دول الخليج العربي. وقد حمل الوفد الإيراني رسائل طمأنة للمغرب، معرباً عن استعداد بلاده لفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
من جانبه، قدم المغرب شروطاً صارمة لإيران، تتعلق بوقف التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، والتوقف عن دعم جبهة البوليساريو، والكف عن نشر الخطاب الطائفي، وقد نقل الوفد الإيراني هذه الشروط إلى طهران لدراستها.
ولطالما شهدت العلاقات بين المغرب وإيران توترات متكررة، بدءاً من الثورة الإيرانية في عام 1979. وقد اتسمت هذه العلاقات بالعداء والاتهامات المتبادلة، حيث اتهم المغرب إيران بالتدخل في شؤونه الداخلية ودعم الانفصاليين في الصحراء المغربية.
ومن أبرز التجاوزات الإيرانية ضد المغرب الترويج للشيعة، حيث سعت إيران إلى نشر المذهب الشيعي في المغرب، مستغلة بعض الفئات الاجتماعية.
كما قدمت إيران دعماً عسكرياً ولوجستياً لجبهة البوليساريو، مما زاد من حدة التوتر بين البلدين، وحاولت طهران التأثير على الساحة السياسية المغربية من خلال دعم بعض القوى المعارضة.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد يواجه أي تقارب بين المغرب وإيران تحديات كبيرة، نظراً للتاريخ الطويل من العداء بين البلدين، وللسلوك الإيراني في المنطقة، الذي يثير قلق العديد من الدول.
تعليقات الزوار ( 0 )