Share
  • Link copied

ماهي التأثيرات المحتملة لنتائج الانتخابات التشريعية المبكرة للجارة الشمالية على العلاقات المغربية الإسبانية؟

بعد تصدره لنتائج الانتخابات العامة المبكرة، التي جرت يومه (الأحد) بحصوله على نسبة 32.91 بالمائة من الأصوات و 136 مقعدا في مجلس النواب، يطرح صعود الحزب الشعبي اليميني في إسبانيا، وإمكان وصوله إلى الحكم بحال فوزه بالانتخابات، تساؤلات عن إمكان تأثير هذا الانتصار على العلاقات بين الرباط ومدريد.

هوية رئيس الحكومة رهينة بالتحالفات

وظفر “حزب فييخو” على 136 مقعداً في مجلس النوّاب الإسباني، محتلاً الصدّارة، بفارق 12 مقعداً عن الحزب العمالي الاشتراكي (122 مقعدا)، الذي قاد تحالف الحكومة بين سنتي 2019 و2023، بينما حقق الحزب العمالي أرقاماً أفضل من تلك التي حصل عليها في انتخابات 2019، إلا أن ذلك لم يسعفه للاستمرار في صدارة الانتخابات، بالنظر إلى القفزة الكبيرة التي قام بها الـ”PP”.

وجاء في المركز الثالث حل حزب “فوكس” المعروف بعدائه للمسلمين والمهاجرين بـ 33 مقعدا، تلاه تحالف “سومار” بـ 31 مقعدا، ثم “ERC” بـ 7 مقاعد، و”JxCAT – JUNTS” بـ 7 مقاعد هو الآخر، ورغم تصدره للانتخابات إلا أن الحزب الشعبي ما يزال بعيداً عن الأغلبية (176)، ويحتاج إلى التحالف مع بقية أقطاب كتلة اليمين، على رأسها حزب “فوكس”.

تقدم أحزاب اليمين في الانتخابات التشريعية المبكرة لن يؤثر على مواقف الدولة الإسبانية

“هشام معتضد، الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية، اعتبر في قراءة أولية للنتائج العامة المبكرة، أن “الثأثيرات المحتملة لنتائج الانتخابات الاسبانية حول العلاقات المغربية الاسبانية مرتبطة كثيراً بالمقاربات السياسية التي سينتهجها الحزب الفائز في تدبير الملف الدبلوماسي مع جارته الجنوبية”.

وأوضح معتضد في تصريج لجريدة “بناصا”، أن “تقدم أحزاب اليمين في الانتخابات التشريعية الإسبانية المبكرة على حساب اليسار لن يؤثر على مواقف الدولة الاسبانية في علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، لأن توجهات إسبانية السياسة في بناء العلاقات الدولية، خاصة مع المغرب، مرتبطة بقرارات السيادة ذات التوجهات الاستراتيجية بعيدًا عن المزايدات السياسوية.

ويرى الخبير المغربي، أن الأحزاب اليمنية وخاصة حزب الشعب المحافظ الذي من المرجح أن يكون الفائز في الانتخابات البرلمانية المبكرة في إسبانيا، لن يستطيع تغيير هيكلة العلاقات الثنائية مع المغرب، ولكن بإمكانه الاعتماد على مقاربة مختلفة على نظيره حزب العمال الاشتراكي.

وأضاف، أن “الرؤية الإسبانية لتدبير العلاقات الدبلوماسية مع المغرب ستحتفظ على محاورها الاستراتيجية ومواقفها، مهما كانت نتائج الانتخابات وتشكيل الائتلافات، لأنها توجهات تندرج في إطار توازنات جيوستراتيجية في المنطقة ومعادلات جيوسياسية مرتبطة بالتطورات السياسية والدولية”.

وسجل المتحدث ذاته، أن “المساحات السياسة الوحيدة المخولة للأحزاب السياسية في تدبير العلاقات الاستراتيجية لإسبانيا مع المغرب مرتبطة باختيار المقاربة السياسية الأنسب التي تتماشى وإيديولوجيات الاتلاف لكن مع الإبقاء على احترام تحقيق نتائج رؤية الدولة الدبلوماسية واحترام أخلاقيات العلاقات الاستراتيجية مع المغرب.

ولفت هضام معتضد، إلى أن “مقاربة الأحزاب اليمينية الإسبانية لا تتماشى وطموح الرباط السياسية في تنزيل الخريطة السياسة للعلاقات الدبلوماسية مع مدريد، ولكن لكل مرحلة تحدياتها السياسية ورهاناتها الدبلوماسية، و القيادة في الرباط لها تجربتها التاريخية في تدبير العلاقات الدبلوماسية مع جارتها الشمالية كيفما كانت حكومة تدبير الشأن العام.

الانتخابات الإسبانية أفرزت توازنا رفيعا في القوة

من جانبه، يرى محمد بودن رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، أكد أن “الانتخابات العامة الإسبانية أفرزت توازنا رفيعا في القوة رغم فوز الحزب الشعبي 136 مقعد على الحزب الاشتراكي 122 مقعد وحزب فوكس 33 مقعد على حزب سومار31 مقعد”.

وأضاف في حديث مع “بناصا”، أنه وعلى الرغم من النتائج غير الكافية للحزب الشعبي فله الحق في المحاولة والدفاع عن طموحه في تشكيل الحكومة وقد يفشل في الحصول على الحد الأدنى للأغلبية 176 مقعدا اذا لم يتمكن من إقناع الأحزاب الصغيرة و قد تتهيأ الفرصة أمام تحالف اليسار بقيادة الحزب الاشتراكي”.

وخلص رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، إلى أن “الأحزاب الصغيرة، على غرار “خونتس” و”اسكويرا” و”بيلدو” هي من ستقرر في السيناريوهات الممكنة يما فيها سيناريو العودة للصناديق مجددا”.

نشطاء.. أجمل ما حصل في الانتخابات هو فشل حزب “فوكس”

واعتبر نشطاء الصفحات الاجتماعية، أن أجمل ما حصل في الإنتخابات الإسبانية اليوم هو فشل حزب “فوكس” الذي يمثل اليمين المتطرف، والمعادي للمهاجرين خاصة المغاربة بحصوله على 33 مقعدا، أي بفقدانه 19 مقعدا مقارنة مع إنتخابات 2019.

وأجمعت المصادر، على أن إقتراب بيدرو سانشيز لتشكيل الحكومة لولاية ثانية، وذلك رغم حصوله على 122 مقعدا وحصول حزب اليمين برئاسة فييخو على 136 مقعدا، إلا أن بقية الأحزاب الأخرى تميل أكثر إلى سانشيز لاعتباره حزب العمال وحزب الوسط وله علاقة جيدة مع أحزاب كاطالونيا وبلاد الباسك والمهاجرين والمغرب طبعا.

Share
  • Link copied
المقال التالي