شارك المقال
  • تم النسخ

ماريا دوينياس.. روائية إسبانية من زمن الاحتلال تعود للمغرب بكثيرٍ من الحنين

“كلّ صباح أستيقظ وأعتقد أنني في تطوان”. لم تستطع إستريلا، عمة ماريا دوينياس، الروائية الإسبانية صاحبة “الوقت بين اللحامات”، البالغة من العمر 89 سنة، أن تترك الماضي وراءها، وظلت تحمل الذاكرة العاطفية التي جمعتها بالمغرب خلال حقبة الاحتلال الإسباني لشمال المملكة. بقيت مشاهد من التاريخ تطارد جميع أفراد عائلتها، الذين ولدوا بإفريقيا، قبل أن يغادروا بعد خروج الاستعمار سنة 1956.

نقلت صحيفة “elindependiente”، عن الروائية أن عائلتها عادت إلى المغرب، بكثير من الحنين، الذي ظلّ حبيس الخواطر رغم مرور السنين. “بقي جزء من قلوبهم موجودا هنا دون أن ينكسر”، وفق ما قالته دوينياس، التي اختارت أن تسرد قصة ارتباطها التاريخي بالمملكة في روايتها المذكورة، التي صدرت سنة 2009، وبيع منها حوالي 10 ملايين.

لم تكن تريد دوينياس، الكتابة عن طنجة، لكن في إحدى رحلاتها العديدة إليها، اكتشفت كتاباً عن النعي في المقبرة الإنجليزية، وأدركت أن هناك الكثير من الأشياء التي كان عليها أن ترويها عن هذه المدينة، لتبدأ قصة سييرا، بطلة روايتها. لم يبق الكثير من مظاهر طنجة “الاستعمارية”، حسبها، غير أن إرثها ما يزال موضع تقدير؛ في المباني.. والأشخاص.. والشهادات التي تركوها، وما يتم اكتشافه.

على الرغم من أن طنجة لم تكن تابعة للاحتلال الإسباني، وظلت منطقة دولية، وكانت وجهةً لجميع الأوروبيين والإسبان الذين استقروا في شمال إفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أن الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، قام بضمها إلى المحمية الإسبانية، حيث تصف الروائية المدينة بـ”كانت أكثر عالمية وتطورا، بها الكثير من الحياة العامة، والكثير من التسامح”.

كارميلا نارفايز، إسبانية مقيمة بأصيلة تبلغ من العمر 88 سنة، سافرت إلى طنجة فور علمها بقدوم دوينياس للحديث في لقاء من تنظيم معهد سرفانتس، عن روايتها المفعمة بالذكريات، من أجل الاستماع إليها، حيث قالت: “كنا 18 ألف إسباني في أصيلة. لم يتبق اليوم سوى 8 أو 10″، قبل أن تضيف زميلة رافقتها في رحلتها القصيرة: “عشنا حياتنا كلها بالمغرب منذ ولدنا، وقد أكلنا في منزل أجداد ماريا بتطوان”.

لم تتوقف الكاتبة، منذ إطلاق روايتها، عن إعادة ربط الإسبان بتلك الفترة التاريخية التي تصفها بـ”المجهولة”، وخاصة من عاشها وأحفادهم، معتبرةً أن “الروابط بين الإسبان تشبه الشريط المستمر الذي يسمح لنا بعدم نسيان ما هو مهمّ للغاية، وكذلك لفهم كيف كان جزءاً من تاريخنا الذي غالبا ما يكون غير معروف. إنه أقرب ماضينا وقد أثر على مئات الآلاف من الإسبان”.

من ضمن الأماكن التي حافظت على الماضي الإسباني في طنجة، معهد سرفانتس. “انتهت مكتبات العديد من المؤسسات الخاصة والعامة التي سكنت المحمية”، توضح لوسيا باريديس، أمينة مكتبة، قبل أن تتابع: “نحن أرشيف ومكتبة، ويأتي الباحثون إلى هنا لدراسة المحفوظات التي نتحفط بها من الماضي الإسباني”.

كلمات دلالية
شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي