شارك المقال
  • تم النسخ

مؤسّسات تعليمية تستغلّ مكاسب “الجائحة” لإنقاذ التّلاميذ من مساوئ الأحوال الجوية

اضطرت مجموعة من المؤسسات التعليمية في عددٍ من الأقاليم بالمغرب، إلى تعليق الدراسة الحضورية لما يزيد عن الأسبوع، بسبب سوء الأحوال الجوية التي عرفتها بعض المناطق خلال الأيام الأخيرة، والتي اتسمت بغزارة الأمطار، وكثافة الثلوج، كما وصل الوضع لحدّ التسبب في وفاة تلميذة بوزان، بعد أن جرفتها السيول.

وعكس السنوات الماضية، التي كانت فيها المديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، تعاني خلال فصل الشتاء بسبب اضطرارها لتوقيف الدراسة الحضوريا في مجموعة من المؤسسات التي تقع في المناطق المتضرّرة، ما يتسبب في عرقلة السير العامّ للمقرّر، وجدت هذه المرّة نفسها، أمام وضعٍ أهون، نظرا لوجود تجربة التعليم عن بعد، التي سبق واعتمدت خلال الموسم الماضي.

وسبق لمجموعة من الأكاديميين أن دعوا، في وقت سابق، إلى الاستفادة من تجربة التعليم عن بعد، وتطبيقها في المناطق التي تعرف سنوياً توقفاً للتدريس بسبب سوء الأحوال الجوية، وهو ما اعتمده، بالفعل، عدد من الأساتذة والأستاذات في بعض المؤسسات التابعة للمديريات التي شهدت تساقطات مطرية وثلجية كبيرة، مثل الحسيمة، وأزيلال، وتازة.

واستغلت مجموعةٌ من المؤسسات التعليمية، المكاسب المحقّقة خلال فترة الجائحة، التي توقفت فيها الدراسة خلال منتصف شهر مارس الماضي، وتحوّلت إلى نمط عن بعد، وهو ما لجأت إليه بعض المديريات من جديد لتفادي الإخلال بالسير العامّ للموسم الدراسي في المناطق التي عرفت سوءاً في الأحوال الجوية.

واعتمدت كلّ المؤسسات التعليمية التي توقفت الدراسة فيها اضطرارياً بسبب سوء الأحوال الجوية، على صيغة التعليم عن بعد، ومن بينها ما يزيد عن 20 مؤسسة تابعة لأكثر من 15 جماعةً في الحسيمة، والتي قررت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بها، تمديد تعليق التمدرس الحضوري لغاية الـ 17 من يناير الجاري.

وفي هذا السياق، قال سعد الدين الرحموني، مدير إعدادية زرقت، الواقعة بجماعة زرقت بإقليم الحسيمة، وهي من ضمن المؤسسات التي شملها تمديد تعليق الدراسة الحضورية بسبب سوء الأحوال الجوية، إن هناك عدداً من الأساتذة استمروا في تقديم الدروس عن بعد للتلاميذ، بالرغم من أن هذا التوقيف حالة بسيطة ويمكن تداركها، على حد تعبيره.

وأوضح الرحموني في تصريحٍ لجريدة “بناصا”، بأن عملية التعليم عن بعد بمؤسسة زرقت، تشوبها الكثير من النقائص، مردفاً بأن العديد من التلاميذ لم يتمكنوا، حتى خلال مرحلة الحجر الصحي، من متابعة دروسهم إما لأنهم لا يتوفرون على الهواتف أو الحواسيب، أو لرفض الأساتذة المتعاقدين استخدام منصة تعليم-تيس.

وتابع بأن أزيد من 90 في المائة من تلاميذ المؤسسة، يدرسون حضورياً هذا الموسم، باستثناء عدد ممن لم يتمكنوا من الالتحاق نظرا لبعدهم الشديد عن الإعدادية، كما أنهم لم يستطيعوا الدراسة عن بعد، لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية، منبهاً إلى أنه في الوقت نفسه، هناك العديد من الأساتذة الذين أنشأوا مجموعات على “وات ساب”، لتقديم النصائح والدروس خلال ما يسمى بـ”التعليم الذاتي”.

يشار إلى أن سوء الأحوال الجوية، وما أسفرت عنه من انقطاع للمسالك الطرقية، وصعوبة في التنقّل من وإلى المؤسسات، دفعت مجموعةً من المديرية الإقليمية بمختلف جهات المملكة، إلى التنسيق مع السلطات المجلية، من أجل تعليق الدراسة الحضورية، واعتماد صيغة التدريس عن بعد، لأول مرةٍ في تاريخ المنظومة التربوية المغربية، في مثلِ هذه الحالة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي