سبب قرار وزارتي الداخلية والصحة، مساء أمس الأحد، المقرر وقف حركة التنقل من وإلى 8 مدن مغربية، ارتباكا وقلقا كبيرين في صفوف المواطنين، خصوصا البعيدين على مدنهم وقراهم، وكذا الملبين لدعوة الحكومة المغربية تشجيع السياحة الداخلية، مما اضطرهم للإسراع بالالتحاق بمساكنهم وذويهم قبل حلول منتصف الليل موعد بداية تنفيذ القرار.
فبعيد الاعلان عن منع التنقل، انطلاقا من أو في اتجاه مدن طنجة، تطوان، فاس، مكناس والدار البيضاء، بالإضافة إلى برشيد، سطات ومراكش، ابتداء من يوم أمس الأحد 26 يوليوز عند منتصف الليل، تحولت عدد من مداخل ومخارج المدن المعنية بالقرار إضافة إلى معظم الطرق الوطنية والسيارة، إلى سحب سوداء تحمل آلاف السيارات والمراكب فضلا عن حافلات نقل المسافرين ما جعل وصف ليلة الأحد-الإثنين من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي واحدة من أسوء الليالي والساعات التي تمر على المغاربة في السنوات الأخيرة.
ونشر مسافرون وناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي سيلا كبيرا من المقاطع والصور والمعلومات تركزت جلها في خانة الفوضى بالمحطات الطرقية والاكتظاظ الشديد في محطات الأداء بالطرق السيارة.
وعبر عدد من المواطنين عن سخطهم عبر مواقع التواصل بسبب ما سموه القرارات الارتجالية والمفاجئة من الحكومة، وذكرت نسرين وهي مواطنة تنحدر من فاس كانت برفقة عائلتها نواحي تطوان، إن القرار فاجئ الجميع خاصة أن مدينتها لم تكن تعتبر من المناطق الممنوع التوجه أو الخروج منها إلا بعد البلاغ.
وأضافت أن البلاغ أدى إلى توتر وقلق بالغين كون مفعوله سيبدأ في منتصف الليل، مما جعل، حسب قولها، العديد من العائلات تسابق الزمن للعودة إلى فاس ومكناس والدار البيضاء ممن كانوا متواجدين في “الشمال” لتمضية عيد الأضحى مع أقاربهم وفي مساكنهم.
ونشر طارق على حسابه على “تويتر” صورا لمركبات وسيارات وحتى حافلات تعرضت لحوادث سير خلال الليلة الماضية، معلقا على الصور بتهكم قائلا “شكرا للمسؤولين على هذه الليلة المرعبة بسبب قراراتكم الفاشلة”.
بدوره نشر عبد الرحمن ناشط بالإنستغرام، فيديو يظهر مجموعة من المواطنين في مدخل مدينة ورزازات أمام نقطة مراقبة للدرك الملكي، يسمحون بالقوة للسيارات والحافلات القادمة من المدن الثمانية بدخول المدينة لكون تلك العربات تحمل أصدقائهم وعائلاتهم.
وغير بعيد عن ورزازات نشر كل من أكرم وسعيد على تطبيق الإنستغرام صورا تظهر طوابير طويلة جدا من العربات بجميع أنواعها عالقة من ليلة الأمس حتى شروق شمس صباح اليوم، في ممر تيشكا الضيق الرابط بين ورزازات ومراكش.
مصطفى “سوينغا” الناشط المعروف بمواقع التواصل الاجتماعي علق عبر مجموعة من الفيديوهات القصيرة عن بلاغ الأمس وتداعياته، منتقدا الحكومة بشكل كبير بسبب ما سماه قرارتها “العشوائية” المتخذة في مختلف مراحل أزمة كورونا.
وقال الناشط المغربي إن الحكومة لم تستطع التوفيق بين مسألتين كثيرا ما نادت بهما، الصحة العامة والإقلاع الاقتصادي، وأردف “سوينغا” أن الحكومة لم تعطي قرارات مفصلية لا في مسألة الصحة ولا الاقتصاد، فعندما تنادي بالسياحة الداخلية ويستجيب المغاربة، تخرج ببلاغات تضيق بها على المواطن مثل ما حدث هذه الليلة.
وأضاف أن على الحكومة أن تضحي بإحدى المسألتين،إما أن تعود للحجر الصحي الكامل وتضحي بالاقتصاد، أو أن تضحي بالصحة العامة ما سيؤدي لارتفاع حالات الوفاة بكورونا، بغية إقلاع اقتصادي جديد.
تعليقات الزوار ( 0 )