Share
  • Link copied

لهذهِ الأسبابِ يصعبُ على وزارةِ الصِّحة اعتمادُ “بلازما الدم” لعلاجِ “كورونا”

عاد النقاش الجديد القديم، المتعلقة بعلاج فيروس كورونا المستجد باستخدام بلازما دم الأشخاص الذين تعافوا من الـ”كوفيد-19″، للواجهة، بعدما أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، عن اعتماد البلاده لعلاج “بلازما النقاهة”، بعد أشهر من التجارب للتأكد من عدم وجود أعراض جانبية لها.

وتحدث العديد من المغاربة، على مواقع التواصل الاجتماعي، عن هذا العلاج الجديد القديم، الذي سبق وتم اعتماده في أكثر من مرة، لعلاج أمراض سابقة، كما استخدمته الصين وروسيا والهند وكوبا وفرنسا، في الشهور الماضية، لعلاج الحالات المصابة بالفيروس التاجي، حيث تساءلوا عن الأسباب التي منعت وزارة الصحة من اعتماده بدل الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين.

ويمكن هذا العلاج مرضى كورونا، من اكتساب أجسام مضادة يمكنها محاربة الفيروس، في ظرف وجيز، ما من شأنه أن يجنب المريض أي تدهور في الحالة الصحية، أي باستطاعة “بلازما الدم”، تخفيض الحالات الحرجة في المستشفيات المغربية، بشكل كبير، وتخفيف الضعط على الأطقم الطبية التي استغاثة أكثر من مرة.

وكشفت دراسة برطانية نشرت على الموقع الطبي “ميدريكسيف”، بأن فريقا طبيا قارن حالة 39 مريضا بالفيروس التاجي، تلقوا بلازما الدم، مع 156 لم يتلقوها، حيث كانوا جميعهم يعانون من أعراض خطيرة، لتظهر النتائج بأن 13 في المائة من المرضى الذين تلقوا هذا العلاج، توفوا بعد 16 يوما، في مقابل وفاة 24 في المائة ممن لم يتلقوا البلازما.

وحسب العديد من الأخصائيين، فإن الدراسات التي أجريت للتأكد من مدى نجاعة بلازما الدم ضد كورونا، ومنها الأخيرة، لا تشجع مطلقا على اعتماد التقنية، نظرا لعدم وجود فرق كبير بين الأشخاص الذين لم يتلقوها وتوفوا، وبين المرضى الذين تم حقنهم بالبلازما وتوفوا، بالإضافة إلى احتمال التعرض للعديد من المضاعفات والأمراض.

ويؤكد جل الأطباء والخبراء على المستوى العالمي، بأن العلاج بتقنية بلازما الدم ضد فيروس كورونا، غير مؤكد، نظرا لأن التجارب السريرية ما تزال مستمرة، بالإضافة إلى وجود احتمال كبير لنقل أمراض أخرى قد تكون أخطر بكثير من كوفيد-19، كما أن الكلوروكين ما يزال الدواء الأكثر نجاعة ضد المرض المستجد في الوقت الراهن.

وفي هذا السياق، كشف مسؤول بوزارة الصحة بأن المغرب، يتسخدم تقنية بلازما الدم لعلاج العديد من الأمراض المعدية والفيروسية، منذ فترة، إلا أن استخدام التقنية لعلاج مرض كورونا، يبقى غير مؤكد في ظل أن التجارب السريرية ما تزال مستمرة في العديد من الدول، بالمقارنة مع ثبوت نجاعة دواء الكلوروكين.

وأوضح المتحدث نفسه، بأن الخبراء المغاربة، يتابعون عن كثب، كل المستجدات الخاصة بالدراسات والتجارب السريرية التي يقوم بها الأطباء والباحثون على المستوى العالمي، من أجل تحديد الدواء الأكثر نجاعة ضد كورونا، وهو ما تأكد فيما يخص الكلوروكين، لذا قرر المغرب، قبل شهور اعتماده بشكل رسمي، إلى جانب تعميمه على جميع الحالات حتى المشتبه فيها.

ومن جانبه، أكد البروفيسور مصطفى الناجي، الأخصائي في علم الفيروسات في تصريح لوسائل الإعلام، بأن اعتماد العلاج باستخدام تقنية البلازما، يحتاج إلى ترخيص خاص من مؤسسة “الإيسيسكي”، التي تفرض ضرورة فحص الدم بتقنية عالية، نظرا لأن هذا العلاج لا يمكن وصفه للجميع، نظرا لاحتمال نقله لأمراض أو فيروسات أخرى، بإمكانها أن تضر المرضى.

جدير بالذكر أن العديد من الدراسات العلمية، سبق وأكدت بأن الاستجابة للعلاج ببلازما محدودة، بحيث أن “الأونتيكود”، التي يفرزها جسم الإنسان بعد التعافي، لا توفر الحماية دائما، وحتى في حال وفرتها، فهي ليست مستمرة، ما يعني أنه لا معنى لإعطاء دواء من أجل العلاج، هو في الأصل لا يساعد على ذلك.

Share
  • Link copied
المقال التالي