Share
  • Link copied

لهذه الأسبابِ تمكّن المغربُ من كسبِ “عشق” نجومِ “السينما العالمية”

في سنة 1919، قام المخرج جي بينشون، بتصوير فيلم عنونه بـ”مكتوب”، بالمغرب، يروي قصة مستوحاةً من حياة المغاربة وقتها وعاداتهم، وقتها لم يكن المغرب وجهة مفضلةً لإنجاز الأعمال السينمائية، غير ذلك لم يمنع جي، من تدوين اسمه كأول مخرج أجنبي يقوم بتصوير عملٍ فنيّ داخل الأراضي المغربية.

وتباطأت وتيرة تصوير الأفلام في المغرب بعدها، بسبب الظروف السياسية التي كان يعرفها، في ظل الاحتلال الفرنسي/الإسباني، قبل أن تعود العدسات من جديد، بوتيرة متصاعدةٍ، حيث يعد فيلم “الرجل الذي عرف أكثر من اللازم”، للمخرج العالمي ألفريد هتشكوك، والذي أنتج سنة 1956، و”الإغراء الأخير للسيد المسيح” (1988)، لمارتن سكورسيزي، و”إبراهيم” لجوزيف سارجنت، من أبرز الأعمال المصورة في المملكة.

وخلال العقدين الأخيرين، زادت وتيرة توافد صنّاع الأفلام العالميين، على المغرب، من أجل إنتاج تحفهم، لتتحول مدن مثل ورزازات ومراكش وطنجة، إلى جانب الرباط والدار البيضاء، إلى قبلةٍ للمنتجين والممثلين والنجوم السينمائيين، ما جعل المغرب، يلقب، حسب مجموعة من النقاد، وخبراء عالم السينما، بـ”هوليوود إفريقيا”، و”هوليوود العرب”.

واحتضن المغرب، مذ سنة 2000، تصوير؛ بشكل جزئيّ أو كامل، لعدد كبير من أشهر الأفلام والمسلسلات العالمية، من بينها سلسلة “صراع العروش” لمؤلفها جورج آر آر مارتن، التي صورت بعضٌ من أحداثه، في الصويرة، و”المصارع” و”سقوط الصقر الأسود، و”مملكة السماء”، وهي كلها للمخرج ريدلي سكوت.

إلى جانب الأعمال السينمائية المذكورة، تعتبر كل من “المومياء”، لستيفن سومارز، و”بابل”، لأليخاندرو غونزاليس إناريتو، و”أمير فارس: رمال الزمن”، لمايك نيويل، إلى جانب “الاستهلال”، لكريستوفر نولان، من أهم الأفلام التي صورت إما بشكل كامل، أو بعض أجزائها، من داخل الأراضي المغربية.

ومن بين أهم الأمور التي تجعل المملكة، وجهةً مفضلةً للمنتجين، تنوع مناظرها الطبيعية، بين الجبال والهضاب والسهول والصحاري والبحار، ما يمنح ديكورات مميزة للأفلام، إضافة إلى المدن العتيقةِ التي تتواجد بأغلب الجهات، كما أن موقع المغرب الإستراتيجي، القريب من أوروبا، والنقل الجوي الكافي، الذي يربطه بالقارة العجوز.

رغبة المنتجين العالميين في تصوير أفلامهم بالمغرب، دفعت الحكومة سنة 2017، إلى منحهم المزيد من التشجيع من أجل استقطابهم، لما لذلك من دور مهم في التسويق للمملكة على المستوى الدولي، حيث قامت برفع الدعم العمومي ليشمل الإنتاج الأجنبي، بالإضافة إلى التسهيلات التي تُمنح للمنتجين الذين يختارون المغرب مكاناً للتصوير.

وتحرص السلطات المغربية والمشرفون على الشأن السنمائي بالبلاد، على توفير الظروف المواتية من أجل تصوير أعمال الشركات الأجنبية التي تختار المملكة وجهةً لإنتاح العمل الفني، حتى إن العديد من الأفلام عرفت إغلاق شوارع رئيسية في المدن الكبرى ليوم على الأقل، من أجل إتمام لقطة أو بضع لقطات من فيلم، إلى جانب أن الحكومة تمنحهم سيارات ومدرجات الجيش وحتى الدبابات إلى جانب الموارد البشرية التي من شأنها إنجاح العمل.

ومن جانبه خصص المركز السينمائي المغربي، في وقت سابق، دعما للإنتاجات السينمائية الأجنبية، التي لا يقل استثماراتها عن 10 ملايين درهم، وتتدعى مدة الإقامة في البلاد، خلال تنفيذها، الـ 18 يوما، إضافة إلى أن خفض الحكومة للرسوم الجمركية على دخول طواقم الأفلام الأجنبية، بنسبة وصلت لـ 20 في المائة، ساعد هو الآخر، على الرفع من العائدات، والتشجيع على التصوير في المملكة.

وسبق لعدد من المجلات الأمريكية المتخصصة في متابعة الإنتاجات السينمائية العالمية، أن توقعت بأن إقبال صناع الأفلام على المغرب، سيعرف ارتفاعا في السنوات المقبلة، حيث أشارت إلى أن المملكة، صارت الوجهة المفضلة لشركات إنتاج الأفلام العالمية، لتوفرها على مشاهد متنوعة تجنب المخرجين السفر إلى دول عديدة لالتقاطها.

Share
  • Link copied
المقال التالي