شارك المقال
  • تم النسخ

لمنع تكرار أحداث الهجرة الجماعية.. السلطات المغربية تكثف إجراءاتها الأمنية على الحدود مع إسبانيا (+ فيديو)

شهدت الحدود المغربية مع مدينة سبتة المحتلة حالة من التوتر والترقب، وذلك على خلفية تكثيف السلطات المغربية إجراءاتها الأمنية على طول الشريط الحدودي، ويأتي هذا التطور بعد تداول مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تحرض على القيام بمحاولات جديدة لاجتياز الحدود بشكل جماعي.

لمنع محاولات الهجرة.. المغرب يزيد من إجراءات الأمن على الحدود

وقد قامت السلطات المغربية بتعبئة قوات أمنية كبيرة، بما في ذلك قوات من الدرك الملكي والجيش، في المناطق الحدودية الحساسة، مثل منطقة المضيق والفنيدق. وتهدف هذه الإجراءات إلى منع تكرار ما حدث في شهر غشت الماضي، عندما شهدت المنطقة محاولة اجتياز جماعي للحدود شارك فيها أكثر من 1500 شخص.

ويرى مراقبون أن هذا التعبئة الأمنية الكبيرة ترسل رسالة واضحة إلى المهربين والمهاجرين غير النظاميين مفادها أن المغرب مصمم على منع أي محاولات لخرق أمن حدوده، كما تؤكد هذه الإجراءات على التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الهجرة غير النظامية.

ومع ذلك، تواجه السلطات المغربية تحديات كبيرة في مواجهة هذه الظاهرة، حيث تستغل العصابات الإجرامية أوضاع اليأس لدى المهاجرين وتشجعهم على المخاطرة بحياتهم من أجل الوصول إلى أوروبا. كما أن تزايد أعداد المهاجرين في شمال إفريقيا يزيد من الضغط على الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط.

وأثار هذا التطور ردود فعل متباينة في المغرب، حيث يرى البعض أن هذه الإجراءات ضرورية للحفاظ على أمن البلاد، بينما يرى آخرون أنها لا تكفي لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية.

ويبقى الوضع على الحدود المغربية مع سبتة متأججًا، وتتطلب هذه القضية حلولًا شاملة على المستويين الإقليمي والدولي، وذلك من خلال تعزيز التعاون الأمني بين الدول المعنية، وتوفير فرص عمل للمهاجرين في بلدانهم الأصلية، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية.

تشهد المنطقة الحدودية بين المغرب وإسبانيا، وتحديدًا في ثغر سبتة المحتلة، تصاعدًا ملحوظًا في محاولات الهجرة غير الشرعية، وقد أطلقت هذه الموجة من الهجرة إنذارًا مبكرًا في صفوف السلطات المغربية والإسبانية، حيث تعملان جاهدتين للحد من هذا التدفق المتزايد للأشخاص الذين يسعون للوصول إلى الأراضي الأوروبية.


الشبكات الاجتماعية.. وقود الأزمة:

ولعبت منصات التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في حشد وتنظيم محاولات الهجرة الجماعية، حيث انتشرت دعوات عبر تطبيقات مثل “تيك توك” و”فيسبوك” و”إنستغرام” تحث الشباب المغربي على التوجه إلى سبتة، وقد أثبتت هذه الدعوات فعاليتها، حيث تمكنت من حشد أعداد كبيرة من الأشخاص الراغبين في الهجرة.

وفي الأسابيع الأخيرة، أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي في المغرب مسرحا لانتشار واسع للرسائل التي تدعو إلى مظاهرة حاشدة في مدينة الفنيدق بهدف القيام بعبور جماعي إلى سبتة في 15 شتنبر.

وقد أثار هذا النشاط ناقوس الخطر لدى السلطات المغربية، التي كثفت إجراءات المراقبة وأجرت أولى الاعتقالات المتعلقة بالترويج لهذه العملية غير القانونية، وجرت أولى عمليات الاعتقال في مدينة تطوان، حيث أوقفت الشرطة القضائية شابا يبلغ من العمر 20 عاما للاشتباه في تورطه في نشر معلومات كاذبة والترويج للهجرة غير الشرعية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

وبحسب مصادر رسمية، فإن المعتقل ظهر في مقطع فيديو وهو يحث شبابا مغاربة آخرين على الانضمام إلى عملية عبور واسعة النطاق نحو سبتة عبر معبر تراجال الحدودي يوم الأحد المقبل 15 سبتمبر.

وأمام هذا التحدي المتزايد، كثفت السلطات المغربية والإسبانية إجراءات الأمن على طول الحدود المشتركة، فقد قامت السلطات المغربية بتشديد الرقابة على المناطق الحدودية، وخاصة في أصيلة، حيث تم اعتقال العديد من الأشخاص المشتبه في تنظيم هذه المحاولات، كما قامت السلطات الإسبانية بتعزيز قواتها في سبتة، وذلك لمنع أي اختراقات محتملة.

تأثير الشبكات الاجتماعية

وتلعب منصات التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في نشر الأوهام حول سهولة الهجرة إلى أوروبا والحياة الرغدة هناك، وتترك هذه الموجة من الهجرة غير الشرعية العديد من التداعيات السلبية على كلا البلدين، من بينها: الضغط على البنية التحتية وتهديد الأمن، ثم تدهور العلاقات الثنائية.

وشهدت جزر الكناري زيادة بنسبة 123% في عدد المهاجرين مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مسجلة إجمالي 25.524 دخولًا. وهذه الزيادة جعلت من صيف 2024 فترة قياسية للهجرة غير الشرعية في إسبانيا، مما أدى إلى تفاقم أزمة الهجرة التي تؤثر على البلاد والذي أدى إلى تعزيز سياسات مراقبة الحدود في المناطق الأكثر ضعفا.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي