رغم ارتفاع عدد الاصابات الذي قارب 200 الف حالة إصابة، وتسجيل أزيد من 3200 حالة وفاة، حسب آخر إحصائيات وزارة الصحة، الصادرة نهاية الأسبوع الحالي؛ _رغم كل هذا_ إلا أن أغلب المغاربة لا يزالون يشككون في وجود “كورونا” وبعضهم يعتبره “مؤامرة”، فيما أقلهم تشاؤما يعتقد أن المرض لا يستحق كل هذا التهويل الذي رافقه، وفئة قليلة الذي مستهم الجائحة، بمرض أحد أقربائهم، من يؤمنون حقا بوجوده.
وتسببت حالة الارتياب والشك التي رافقت نظرة المغاربة إلى جائحة ” كوفيد 19″ المستجد، في عدم الانضباط لإجراءات التدابير الصحية التي اتخذتها الدولة لمواجهة المرض، وفي أحسن الأحوال فإن أغلبهم يتقيد بها فقط خوفا من “المخزن” وليس من المرض في حد ذاته.
في هذا الصدد، يرى الباحث في علم الاجتماع، جمال الديابي، أنه من الصعب، بداية إعطاء إجابة كافية ودقيقة حول شك بعض المغاربة من وجود وباء كوورونا، مادام أن الفيروس الذي ضرب العالم، يعتبر “مفاجأة باغتت المختصين في مجال البيولوجيا وعلوم البكتريا، وفاجأ السياسيين والاقتصاديين والباحثين أيضا في مختلف العلوم بما فيها العلوم الاجتماعية”.
وأضاف المختص في السوسيولوجيا، في حديثه لجريدة “بناصا”، أن هذا التشكيك في “كورونا”، لا يخرج عن إطار السياق العام الذي يرتبط بكوفيد 19، والذي له تداعياته على المجتمع المغربي، حيث “ضعف الثقة الذي يحتل مكانة مهمة في التمثل الاجتماعي للأفراد في المجتمع المغربي”.
وأوضح الديابي أنه استنادا إلى الدراسة الأخيرة التي أنجزها التقرير السنوي للمعهد المغربي لتحليل السياسات حول مستوى ثقة المغاربة في مختلف المؤسسات السياسية والاقتصادية، فإن قرابة 69 في المائة من المغاربة، عبروا عن عدم ثقتهم في جميع الأحزاب السياسية، فيما 25 في المائة فقط تثق بالنقابات العمالية، وتصل الثقة بالحكومة حوالي 23 بالمائة.
مقابل عدم ثقة المغاربة بمؤسساتهم السياسية، يضيف الديابي، أكد التقرير نفسه أن المؤسسات الأمنية تتمتع بمعدلات ثقة أعلى بكثير، خاصة الشرطة والجيش اللذان يتمتعا بأعلى معدلات الثقة في أعين المغاربة، ومن خلال هذه المؤشرات يمكن تسجيل أن ضعف تواصل المؤسسات الحكومية والسياسية أو بتعبير أدق المؤسسات مع المغاربة دفع لارتفاع منسوب التشكيك في وجود هذا الفيروس.
ويشمل هذا ” التشكيك”، حسب الديابي دائما، الأفراد والأسر التي لم يسجل عندهم، وفي محيطهم حالات إصابة بالفيروس، ليبقى الحديث بالنسبة لهم عن “كورونا مجرد خطاب يحمل بين طياته دسائس وخطط وغيرها من المقولات التي تدخل في نظرية المؤامرة”.
تعليقات الزوار ( 0 )