رغم مرور أزيد من سنتين على استئناف العلاقات المغربية الإسرائيلية، وتحقيق قفزة نوعية على صعيد المبادلات الاقتصادية، وفي مقدمتها التعاون العسكري والأمني، خصوصا في مجال الصناعات الحربية الدقيقة الإلكترونية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية، بزعامة بنيامين نتنياهو، لا تزال مستمرة في اتخاذ موقف ضبابي بشأن الاعتراف بقضية الصحراء المغربية.
ونقلت صحيفة “حيروزاليم بوست” يوم أمس (الأربعاء) عن مسؤولين قولهم إن تساحي هنغبي مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للأمن القومي زار الرباط أمس، فيما تبحث حكومته اعلانا محتملا يتضمن الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
هشام معتضد، الخبير في العلاقات الدولية، قال إن “الاعتراف الاسرائيلي بمغربية الصحراء يبقى مسألة وقت، لأن التوجه السياسي العام لدى عامة المكونات الحزبية والمدنية في إسرائيل تتبنى بدون تحفظ هذا الطرح، إلا أن هناك بعض الفئات من داخل إسرائيل تحاول الدفع بالقيادة الاسرائيلية للاستفادة إلى أبعد الحدود من اتخاذ تل أبيب لهذا الموقف بخصوص السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية”.
وأفاد معتضد في تصريح لجريدة “بناصا” الإلكترونية، أن “براغماتية الدبلوماسية الاسرائيلية تحاول دائمًا إستغلال المواقف السياسية الدولة من أجل إرضاء جميع الأطياف السياسية من خلال إدراج تطلعاتهم الاستثمارية عبر سياسة الدولة، وذلك لاستيعاب ضغوطاتهم السياسوية ضمان تزكية شمولية لقرارات الدولة في التوجهات الخارجية”.
لوبي اقتصادي وراء تماطل الاعتراف بمغربية الصحراء
وأكد المصدر ذاته، أن “اللوبي الاقتصادي الاسرائيلي يحاول ما أمكن انتزاع ضمانات من القيادة في المغرب بخصوص امتيازات استثمارية يحاول استغلال ورقة الصحراء المغربية من أجل تحقيقه لهذا الهدف ولو على حسابات جيوسياسية وجيوستراتيجية للدولة الاسرائيلية”.
ويرى الخبير المغربي، أن “الرباط ليست متسرعة للاعتراف الاسرائيلي على صحرائها”، مردفا أن “الأبعاد الاستراتيجية لهذا التوجه بما يواكب قيمها ومبادئها الدبلوماسية هو المبتغى السياسي للقيادة في المغرب”.
كما سجل معتضد، أن “الدبلوماسية المغربية حريصة على أن يكون الاعتراف الاسرائيلي بمغربية الصحراء جزء من الرؤية المشتركة للاتفاقات المرتبطة بعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وجسر سياسي منفتح البناء الاستراتيجي بين الرباط وتل أبيب”.
وخلص الخبير عينه، إلى أن “الاعتراف الاسرائيلي بمغربية الصحراء، رغم كونه مهم على مستوى الساحة الدبلوماسية للسياسة الخارجية المغربية، إلا ان أبعاده الاستراتيجية هي الأهداف الأساسية للقيادة في الرباط”.
وأضاف، أن “هذا الاعتراف ليس إلا أرضية جديدة للدفع بالتوجهات السيادية والأمنية والسياسية بين البلدين لتنزيل العديد من المشاريع ذات الاهتمام المشترك والعمل على تنزيل خريطة الطريق المتعلقة بالرؤية المندمجة للمغرب و إسرائيل في العديد من الميادين المتداخلة والمشتركة بينهما”.
تعليقات الزوار ( 0 )