يسعى المغرب، جاهدا، إلى الاستفادة من كل قطرة ماء عبر تقنية تلقيح الغيوم والاستمطار، من أجل سد جزء من حاجاته المائية المتزايدة، وذلك بسبب تراجع كبير في كمية التساقطات المطرية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.
وفي الصيف الماضي، وسعت المملكة المغربية برنامج “الغيث” المطبق في بعض المناطق منذ الثمانينات، والذي يهدف إلى استمطار السحب المسببة لهطول الأمطار، وكشف عبد الفتاح صاحبي المدير العام للأرصاد الوطنية، أن النتائج التي تم الحصول عليها من خلال هذا البرنامج كانت كبيرة، مما دفعه إلى تطبيقه في مناطق جديدة.
وتشير الدراسات التي أجرتها المملكة إلى أنه بفضل تلقيح السحب، الذي يتم تنفيذه بين نوفمبر وأبريل بحوالي 22 عملية، ارتفعت مستويات هطول الأمطار بنسبة تتراوح بين 14 و17 بالمائة، ولهذا السبب، تقرر زيادة البرنامج الذي استثمر فيه نحو 160 مليون درهم (14,7 مليون أورو) ما بين 2021 و2023، بحسب معطيات وزير التجهيز والمياه نزار بركة.
ووفقاً لبيانات المديرية العامة للأرصاد الجوية، فإن عملية تلقيح السحب تبدأ بمراقبة دقيقة للظروف الجوية، وتلعب دوراً رئيسياً في هذه العملية، حيث يقوم الخبراء بتحليل مجموعة متنوعة من بيانات الطقس والتنبؤات بدقة على مدار 24 ساعة يوميًا لتحديد الوقت الأمثل لبذر البذور في الأرض وكذلك لتحديد موقع السحب التي سيتم “بذرها”.
ويواصل المهندسون العاملون في البرنامج أبحاثهم من أجل تقييم وتحسين فعالية هذه العمليات، خاصة أنه ابتداء من عام 2005، توسعت التدخلات لتشمل استخدام الطائرات في مناطق مختلفة من المملكة.
وبدأ استخدام هذه التقنية في الولايات المتحدة في الأربعينيات من القرن العشرين لمنع سقوط البرد وفي أماكن أخرى لتبديد الضباب، وهذا شكل من أشكال التلاعب بالمناخ حيث يتم من خلاله قصف السحب بمواد موجودة في الهواء تعمل كنواة لتكثيف السحب وتغير العمليات داخل فيزياءها الدقيقة.
وعادة ما يستخدم يوديد الفضة أو الثلج الجاف لكي يعمل، ومن الضروري أن تحتوي السحب على ماء سائل فائق البرودة، أي في حالة سائلة أقل من الصفر درجة مئوية، ومن خلال إدخال مادة مثل يوديد الفضة، يتم تكثيف الرطوبة في قطرات، مما يؤدي إلى إنتاج المطر.
وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو حلاً ممكنًا إلى حد ما، إلا أن البروفيسور الفخري للأرصاد الجوية في جامعة ولاية كولورادو، ويليام ر. كوتون، قال في The Conversation إن هذه التقنية ليست واعدة، لأن التجارب تتطلب النوع الصحيح من السحب ودرجة الحرارة المناسبة، وظروف الرياح.
وقال فرناندو غارسيا، عالم فيزياء السحاب في UMAM، لمجلة Nature إنه على الرغم من الإبلاغ عن بعض قصص النجاح، “ليس هناك ما يضمن زيادة هطول الأمطار مع تطبيق هذه الممارسات”.
من جانبها، أشارت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية (Aemet) إلى أن هذه الزيادة في هطول الأمطار يمكن أن تتراوح بين 10 إلى 20 بالمائة وأن أكثر من 50 دولة تنفذ أنشطة تتعلق بتعديل الطقس بشكل صناعي.
تعليقات الزوار ( 0 )