في أول خرجة لها، انتفضت البرلمانية لطيفة الحمود، في وجه ما أسمتهم بـ”كتائب الذباب الإلكتروني الجائع”، وذلك على خلفية شريط فيديو لها في مجلس النواب، وهي تتحدث مع رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، حول الوقت المخصص لمداخلتها، مُتلفظة بعبارة “عُوشرين دقيقة”.
وفي هذا الصدد، كتبت الحمود تدوينة شديدة اللهجة، على صفحتها الرسمية بـ”فيسبوك” قائلة: “مؤسف أن أشاهد كيف يتم تحوير القضايا الرئيسية والمعارك الأساسية في بلادي. فالمعركة الحقيقية ليست معركة دقائق أو ثوان، تمت منتجتها بسوء نية واضح”.
وأضافت، وذلك “من خلال التركيز على طريقة التعبير عن الدقائق العشرين التي أعلمتني إدارة الفريق بأنها زمن مداخلتي في مجلس النواب، والتي تم التعريض بها عبر فيديوهات مفبركة عن طريق البتر واللصق”.
وأوضحت، أنّ “كل هذه سفاسف تتقنها بعض الكتائب الإلكترونية وذبابها الجائع إلى “البوز”، بتحويلها زيادة ثلاثين ثانية إلى ثلاثين دقيقة ليتغير بذلك مجرى الحوار. وهو ما استثمرته بعض المواقع الإعلامية المتعطشة لكل أنواع التعريض الذكوري الضحل والمتخلف”.
وشدّدت البرلمانية، على أن “المعركة التي تعنيني شخصيا هي معركة تمثيلية كل المواطنين المغاربة في كل الجهات، بما في ذلك الجهة 13 حيث مغاربة العالم. يعنيني الانتصار للجدية والمسؤولية، والتصدي لهذه الأساليب التي تتفنن في تبخيس جهود الآخرين”.
واسترسلت، “وهي معركة ممتدة في الزمان، ضد الانتهازية والقفز على الفرص، والتعتيم وغمط حق الناس، والتواطؤ ضد العمل الرصين لكي لا يرى النور، أو على الأقل لكي لا يُنسب إلى أهله. إذ تم القفز على جهد والتزام حرصت عليهما من خلال ترؤسي لهذه المهمة الاستطلاعية التي أفخر بكوني أول من بادر إلى طلب إحداثها منذ 17 أبريل 2018”.
وقالت الحمود، في التدوينة ذاتها، “لقد حز في نفسي ما انتهت إليه مجرياتها من تعتيم أولا، ثم التشويش عليها بعد ذلك من خلال عملية تشهير مجانية بلهجة منطقة الشمال، ليتحوّل الأمر كله إلى نوع من التفكه”.
“إن البرلمان يمثل أمة ومجتمعا، ويعكس بطبيعته تعددا سياسيا وثقافيا ولغويا ولهجيا. والمفروض أن مغرب اليوم ينبذ النعرات الإقليمية الضيقة، والمفروض أننا جميعا قد تجاوزنا زمن السخرية من لهجة “العروبي” و”الشلح” والطنجاوي والوجدي”، تردف البرلمانية.
وتابعت، “هذه أشياء بائدة تنتمي إلى الماضي. وحينما نتوقف عندها اليوم فإننا نصادر على المطلوب، والمطلوب هو أن نناقش قضايانا العامة بجدية بعد التقصي والتحقق ومعرفة ما وقع”، فالسجال ابتدأ مع مقرر اللجنة الاستطلاعية لبعض قنصليات المملكة بالخارج قبل اعتلائي المنصة”.
وأردفت، “فهذا الأخير حاول تقزيم دوري وتهميشه منذ البداية، وكأن رئاستي لهذه المهمة الاستطلاعية أزعجته. فحاول السطو عليها بصيغ غير لائقة. بدأ بحذف اسمي من غلاف التقرير قبل أن يحذفه أيضا من الموقع الرسمي للبرلمان ليعوضه باسمه، في تزييف فاضح للوقائع”.
وزادت، “مازالت الشكاية التي أرسلتها لمكتب رئيس النواب قبل أشهر شاهدة على ذلك. لذا، فما دار بيني وبين مقرر المهمة في البرلمان من سجال قبل تقديم مداخلتي ليس سوى النقطة التي أفاضت الكأس، لتشرع مباشرة كتائبه الإلكترونية في التنمر علي ومصادرة موقفي ووجهة نظري”.
وأوضحت، أنه “هكذا تم التركيز على لفظة “عوشرين دقيقة” بغرض تتفيه عملي واختزال عطائي في تعبير لهجي تلقائي ثم في كوني مجرد امرأة. إن العقلية الذكورية مستفحلة بشكل كبير بيننا، وتتوضح جليا مع الأسف حينما تكون المرأة في أي من مواقع المسؤولية”.
وأضافت، “لذا تأكدْ زميلي المقرر من أن المشكلة تتعلق بعطب شخصي لديك على مستوى التعامل مع سيدة في رئاسة مؤقتة لمهمة استطلاعية مؤقتة بدورها، وليس من النزاهة الدفع بأزلامك إلى زعزعتي وإرباك والاستهانة بشخصي، من خلال الاختزال المرضي المتخلف للمرأة في كونها امرأة”.
“وستظل المهمة الاستطلاعية، التي اضطلعنا بها معا رفقة زملاء محترمين آخرين اشتغلوا بتفان ونكران ذات، مهمة أتشرف بها كنائبة برلمانية وكمواطنة من مغاربة العالم. مهمة نرجو أن تحظى خلاصاتها وتوصياتها بالمتابعة اللازمة، بما يمكن من تبسيط الخدمات الإدارية المقدمة لأفراد الجالية، وتحسين العمل القنصلي وتجويده”.
وأشارت البرلمانية، إلى أن “محاولة التعتيم على هذا العمل الذي يعد سابقة في تاريخ مؤسستنا التشريعية، وتتفيهه بجرنا إلى النقاش الضحل، فهو استهتار فعلي بقضايا مغاربة العالم، الذين يحتاجون إلى ممارسة حقهم في المشاركة السياسة والتمثيلية داخل برلمان وطنهم، حتى لا يستمر أمثالك في المتاجرة بقضيتهم”.
تعليقات الزوار ( 0 )