Share
  • Link copied

منتخبون “محتجزون” ينقذون الفنادق من الكساد الاقتصادي زمن كورونا

“مصائب قوم عند قوم فوائد”. هذا مثل ينطبق على التحالفات السياسية، التي تلت نتائج انتخابات 8 شتنبر، التي أرخت بظلالها على الوضعية الاقتصادية للفنادق، التي صارت محج العشرات من المنتخبين الترابيين.

ومباشرة بعد نتائج الانتخابات الجماعية والجهوية، هرع المنتخبون الفائزون صوب فنادق تبعد عن دوائرهم بمئات الكيلومترات في محاولة إلى التواري عن الأنظار والابتعاد عن الضغوطات، التي من شأنها أن تغير تصويتهم وتحالفاتهم.

وصار من العرف أن يختفي منتخبون عن الأنظار، ويتم “اختطافهم” أو على الأقل إخفاءهم خارج المدينة في مكان لا يعرفه إلا المهندسون لهذه العمليات “الكاميكازية”، التي تفشل مخططات الخصوم السياسيين وتضمن لآخرين تحالفات ورئاسات ونيابات داخل الجماعات الترابية.

هناك مجموعة من الرؤساء من اختار “احتجاز” بعض أعضاء المكتب في الفنادق المصنفة في المدن البعيدة، وهناك من اختار “الفيلات” والمنازل والضيعات الفلاحية، التي تتواجد في “الثلث الخالي”، سعيا من مهندسي مثل العمليات إلى إخفاء المنتخبين الذين يصيرون صيدا ثمينا بمباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات.

وهكذا، وبعد كساد دام لأزيد من سنة بسبب تداعيات كوفيد 19، تنفست عدد من الفنادق بالمدن الكبرى والصغري، الأخير التي تعتبر طعما، على أنه قد لا يرجج البعض أن يختار المنتخبون هذه المدن، (تنفست) الصعداء، وتململت الحركة الاقتصادية من خلال حجز غرف للمنتخبين للمحتجزين سياسيا، فصارت الغرف تمتلئ شيئا فشيشا والمطعم يتحرك إعداد لوجبات المستشارين الجائعين، ليعيد هؤلاء أمل إنعاش الحركة الاقتصادية للفنادق ومنتجعات السياحية.

منتخبون محسوبون على المجلس الجماعي لمنطقة الشمال (طنجة، تطوان) فضلوا الالتحاق بمدينة أكادير من أجل بناء التحالفات، وإسناد الرئاسة مع وقف التنفيذ، والاتفاق على منح النيابات والمهام داخل المكتب المسير، وذلك يوم التصويت القريب، بينما يختار أحزاب الوسط والساحل (أكادير تارودانت…) مناطق الشمال كطنجة وتطوان والعرائش والحسيمة من أجل “طبخ” التحالفات على نار هادئ.

في مقابل ذلك سارع أهل مراكش وشيشاوة والصويرة إلى أسفي والواليدية، حيث المقام والقسم على المصحف، وغضب الله ولعنته على من خان.

ليلة الثامن من شتنبر الجاري، وقبيل ساعات من الإعلان عن النتائج، سارع قياديون في الأحزاب ومدراء الحملات الانتخابية إلى ربط الاتصال بمسؤولي الفنادق “الغابرة” والبعيدة عن أنظار المتلصصين والأقلية الساعية إلى الأغلبية من أجل توفير غرف لما بين 12 و35 (ضيفا) مستشارا، قادته أقدار السياسية إلى توديع أسرته وترك هاتفه خارج التغطية.

صارت الفنادق التي كانت تطلب زوارا يخرجونها من ظلمات الكساد إلى فضاء لبناء مخططات والتحالفات، التي ترخي بظلالها على خريطة الأحزاب المشكلة للمجلس المسير، وإسناد عمودية لم استطاع أن يتحكم في الأكثرية من أجل ضمان الأغلبية.

Share
  • Link copied
المقال التالي