أما بعد…!
عاشت إسرائيل يوم السابع من أكتوبر يوما أسود، حيث استفاق العالم مع تباين المواقف مما حدث على هول صدمة غير متوقعة أسقطت في دقائق معدودة سردية الجيش الذي لا يقهر و الاستخبارات العسكرية التي لا تقهر حتى كاد البعض من مثقفي الحانات و مرتاديها بعد كتابة مقالات رديئة يؤلهون لنا دولة إسرائيل من أجل أن يحضوا برضى حسن كعبية لينالو ما يعتبرونه شرف زيارة تل أبيب و الإقامة في فنادقها و معاقرة نبيذها.
أما بعد…!
لقد كان الحدث فوق كل توقع و تصور و تجاوز حدود المنطق و العقل البشري بفهمه المحدود في تفسير الظواهر و الأحداث، هذا ما جعل أكبر قوة عالمية تحرك بوارجها الحربية لردع أي توسع لهذه الحرب و توالت المواقف الدولية و منها موقف المملكة المغربية المتوازن بمرجعية قانونية و أخلاقية لم تدن الحق في مقاومة الإحتلال و لم تبرر في الآن ذاته إستهداف المدنيين من الجانبين و حمل وزير الخارجية في خطابه أمام جامعة الدول العربية المسؤولية لإسرائيل جراء إنسداد أفق المفاوضات و إستمرار الإستفزازات في باحات المسجد الأقصى.
أما بعد…!
إن مرجعية الموقف الرسمي المغربي الذي يعتبر ثوريا بالنظر لباقي المواقف العربية (…) و في سياق الضغط الغربي وعلاقاتنا الدولية و تموقعنا، نابعة من خلفية إمارة المؤمنين و رئاسة لجنة القدس الشريف و ما عبر عنه جلالة الملك في خضم عودة فتح مكاتب الإتصال بين المغرب و إسرائيل و ما تلى ذلك من بلاغات تعبر عن موقف تابث و إلتزام راسخ بدعم القضية الفلسطينية وفق مبادرة السلام العربية و حل الدولتين.
أما بعد…!
إن ما يتعرض له المدنيون في غزة و بعد جريمة الأمس المتكاملة الأركان، والتي أعتبرها مؤشر فشل و ضعف لأحد أقوى الجيوش في مواجهة المقاومة لهو خير دليل على أن أفق السلام لا زال بعيدا، وأن سلوك إسرائيل العسكري يتجاوز قيم الإنسانية و أسس القانون الدولي بغطاء غربي يمهد لها الطريق من أجل تقتيل شعب و إبادته و محاولة تهجيره، لكن السؤال المطروح هل ستنجح في ذلك؟
الجواب واضح وأستحضر هنا مقولة المغفور له الحسن الثاني حين قال: يمكن لجيش أن يهزم جيشا آخر لكن لا يمكن لجيش أن يهزم شعبا.
أما بعد…!
الصراع بأبعاده التاريخية و السياسية و الجيو سياسية و مصالح الدول المتقاطعة في المنطقة هو صراع عقدي و قد لمسناها حين قال وزير الخارجية الأمريكي أن زيارته لإسرائيل هي ليست زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية و لكن يهودي فر أجداده من الحرب، هذا المتغير الإيديولوجي هو المحدد الأساس لمستقبل هذا الصراع لأن إسرائيل لا تعتبر نفسها دولة فقط و لا دولة دينية فقط و لكن الانتماء لها هو انتماء لطائفة و شعب مختار جزء منه مشتت في العالم و نواته في أرض الميعاد.
أما بعد…!
الحرب ليست نزهة و لن تكون كذلك لجيش الاحتلال الذي تكبد خسائر عسكرية واقتصادية لا مثيل لها منذ عشرين عاما.
تعليقات الزوار ( 0 )