Share
  • Link copied

“كُورُونَا” الْمَغْرِبِ.. هَلْ يُنْقِذُ الْعِلاَجُ الْمَنْزِلِيُّ الْمَنْظُومَةَ الصِّحِيَّةَ مِنَ الِانْهِيَارِ؟

بعد أن كان المغرب قريبا من السيطرة الكليةِ على فيروس كورونا المستجد، وأعلن عن تخصيص مستشفيين، الأول في بنسليمان والثاني في بنجرير، من أجل إيواء الحالات التي تبقت من المصابين بـ”كوفيد”، والتي يمكن أن تكتشف في وقت لاحق، تفجرت، وبشكل غير متوقع، بؤر جديدة وأعادت المملكة لنقطة الصفر في معركتها.

وعقب هذا التفجر الوبائي المفاجئ لبؤر كورونا، وتجاوز الإصابات اليومية للـ 1000 حالة، باتت المنظومة الصحية المغربية مهددة بالانهيار، في ظل تجاوز عدد الحالات الحرجة والتي تحتاج لدخول غرفة الإنعاش، للطاقة الاستيعابية في بعض الأقاليم والعمالات بالجهة، أجبرت الوزارة على البحث عن حلول مستعجلة للأمر.

بالرغم من استمرار وزارة الصحة التي يقودها خالد أيت الطالب، في التأكيد على أن الوضع في المغرب ما يزال تحت السيطرة، إلا أن الوزير، ومعه رئيس الحكومة، اعترفا بأن التطورات التي عرفتها الوضعية الوبائية في المملكة، باتت مقلقة وخطيرة، في ظل ارتفاع عداد الإصابات والوفيات.

ولتخفيف الضغط على المستشفيات وتجنيب المنظومة الصحية لأي انهيار مستقبلي محتمل، قررت وزارة الصحة اعتماد بروتوكول العلاج المنزلي، للحالات المصابة بفيروس كورونا التي لا تظهر عليها أعراض، مع الإبقاء على حالات التي تحتاج للعناية داخل المستشفيات.

ويعتبر متابعون بأن بروتوكول العلاج المنزلي، غير مجدي في ظل استمرار الوباء في الانتشار بهذه السرعة الكبيرة، وما يزيد من احتمالية انهيار المنظومة الصحية، هو تمركز أزيد من 70 في المائة من الإصابات بالفيروس التاجي، في 4 جهات، وهي طنجة تطوان الحسيمة، والدار البيضاء سطات، وفاس مكناس، ومراكش آسفي.

ويرى عدد من المراقبين بأن استمرار ارتفاع الحالات المصابة بالفيروس التاجي، بالطريقة المقلقة الحالية، سيصعب معه احتواء الوضع والسيطرة عليه، في ظل تسجيل أزيد من ألف إصابة يوميا، ما يعني أنه في ظرف شهر يمكن أن يصل العدد اليومي للإصابات إلى حوالي 10 آلاف يوميا.

وسبق لمحمد أمين برحو، أستاذ علم الأوبئة السريري، في تصريح سابق لوسائل الإعلام، أن أكد بأن استمرار ارتفاع الإصابات بهذه الوتيرة، ستصل في شهر شتنبر المقبل، ما يتراوح بين 11 ألف و12 ألف إصابة بالفيروس يوميا، ما يعني حسب المتحدث نفسه، ارتفاع الحالات الخطيرة، وارتفاع الوفيات.

وأضاف برحو بأن عدد الحالات التي تحتاج للعناية المركزة أو الإنعاش، سيصل مع نهاية شهر شتنبر المقبل إلى 350 حالة، ما يعني ارتفاع عداد الوفيات اليومية، ما يعني انهيار المنظومة الصحية، وتكرار السيناريو الذي عرفته عدد من البلدان الأوروبية، التي تتفوق على المغرب في المجال الصحي، وعلى رأسها إيطاليا.

وفي الجهة المقابلة، يتوقع مراقبون بأن العلاج المنزلي، ورغم كل المعقيات التي تواجهه، في ظل خصوصية السكن المغربي، إلا أنه قرار، سيمكن من تجنيب المنظومة الصحية أي انهيار محتملة، حيث سيجعل الإصابات الخطيرة التي تحتاج للعناية المركزة أو الإنعاش، لا تتعدى الـ 500، الذي بإمكان المستشفيات أن تحتويه.

غير أن أصحاب هذا الطرح، لا ينكرون تخوفهم من أن تخرج أعداد الحالات الحرجة عن السيطرة، ما من شأنه أن يتسبب في أزمة حقيقية بالمنظومة الصحية، في ظل الارتفاع الكبير الذي تعرفه الإصابات اليومية، وتمركزها في جهات محددة.

يشار إلى أن وزارة الصحة المغربية، سجلت في آخر 24 ساعة، 1306 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليصل إجمالي المصابين في المملكة منذ ظهور الوباء فيها، شهر مارس الماضي، إلى 39241، و27 حالة وفاة، ليترفع مجموع الوفيات لـ 611.

Share
  • Link copied
المقال التالي