أظهرت تحليلات اقتصادية قدمتها وكالة “EastFruit” المتخصصة في بيانات السوق، أن المغرب ومصر هما المستفيدان الرئيسيان من انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في قطاع البستنة، حيث شهد كلاهما طفرة كبيرة في الصادرات إلى السوق البريطانية على مدى السنوات الخمس الماضية.
وأدى صدور خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2020 إلى بروتوكولات استيراد أكثر تعقيدا للمنتجات القادمة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الفواكه والخضروات.
ونتيجة لذلك، حول المستوردون البريطانيون تركيزهم تدريجياً إلى المشتريات من دول خارج الاتحاد الأوروبي، حيث أدت عملية إعادة التنظيم الاستراتيجية هذه إلى زيادة نسبة الواردات من خارج الاتحاد الأوروبي ضمن هيكل سوق المملكة المتحدة، وارتفعت من 47% إلى 51% بحلول عام 2022، وهي النسبة التي تم الحفاظ عليها حتى العام الحالي.
وشهدت الفترة 2022-2023 تضخمًا حادًا في أسعار الغذاء داخل المملكة المتحدة، والذي أدى، إلى جانب تعقيدات إجراءات الاستيراد، إلى انخفاض الإمدادات من العديد من الدول غير الأوروبية.
وأدى هذا السيناريو إلى حدوث تحول شامل في سوق الخضار والفواكه في المملكة المتحدة، وخاصة في تكوين قاعدة الموردين. ومن الجدير بالذكر أن مصر والمغرب أظهرتا النمو الأكبر في حجم صادراتهما إلى المملكة المتحدة.
وفي الفترة من 2018 إلى 2022، توسعت واردات المملكة المتحدة من المنتجات المصرية الطازجة والمجففة والمجمدة بنسبة 150٪، في حين شهدت البضائع المغربية زيادة ثلاثة أضعاف تقريبا.
وفي المقابل، شهدت الواردات من الموردين الأوروبيين التقليديين مثل هولندا وبلجيكا وفرنسا انخفاضا ملحوظا، مع انخفاض الواردات الفرنسية إلى النصف خلال نفس فترة الخمس سنوات.
ومن المثير للاهتمام أن بولندا، على الرغم من كونها عضوا في الاتحاد الأوروبي، تمكنت من تعزيز حصتها في السوق في المملكة المتحدة، مع زيادة وارداتها من الفواكه والخضروات البولندية بنسبة 33٪ على مدى خمس سنوات.
وبالمثل، ارتفعت الصادرات الإسبانية إلى المملكة المتحدة أيضًا في عام 2022، وهو ما يعكس تصاعد أسعار المنتجات بسبب الاضطرابات المناخية والأحداث السلبية الأخرى في 2022-2023. وقبل هذه التطورات، ظلت أرقام الصادرات الإسبانية مستقرة نسبيا.
وخارج أوروبا، قامت المملكة المتحدة أيضًا بتوسيع علاقات الاستيراد مع بيرو وتركيا، في حين خفضت في الوقت نفسه مشتريات الفاكهة والخضروات من جنوب أفريقيا والولايات المتحدة وكوستاريكا وكولومبيا وتشيلي. وفي كثير من الحالات، تم استبدال المنتجات القادمة من هذه البلدان الأخيرة بالواردات من مصر والمغرب.
وفي عام 2022 وحده، أنفقت المملكة المتحدة 542 مليون دولار على الخضار والفواكه المغربية، حيث وصل الرقم للأشهر التسعة الأولى من العام الحالي إلى مستوى قياسي بلغ 450 مليون دولار.
وتهيمن الطماطم واليوسفي على صادرات المغرب إلى المملكة المتحدة، حيث أصبح التوت الطازج عنصرا هاما بشكل متزايد في السنوات الأخيرة. وبلغ إنفاق المملكة المتحدة على التوت المغربي الطازج، والتوت الأسود، والفراولة، 204 ملايين دولار في العام الماضي، في حين بلغت واردات الطماطم واليوسفي 208 ملايين دولار و47 مليون دولار على التوالي.
وتشمل الصادرات المغربية البارزة الأخرى مجموعة متنوعة من الخضروات الدفيئة (الفلفل الحلو والكوسة والخيار والقرنبيط والقرنبيط وكرنب بروكسل) والبطيخ والأفوكادو.
كما حققت صادرات مصر إلى المملكة المتحدة، على الرغم من نصف صادرات المغرب، رقما قياسيا قدره 230 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي.
ويُعزى ما يقرب من 75% من هذه القيمة إلى الفئات الأربع الأولى: العنب الطازج، والبرتقال، والفراولة الطازجة، والبصل، حيث تظهر الفراولة الطازجة أعلى معدلات النمو.
يُشار إلى أن المملكة المتحدة كثفت مؤخرًا استيرادها للفراولة المجمدة من مصر، وتشمل الصادرات المصرية البارزة الأخرى البطاطا الحلوة والمانجو والخوخ والليمون والبصل المجفف.
تعليقات الزوار ( 0 )