أعاد فيروس كورونا المستجد، نقاش إحداث نواة جامعية في المدن والأقاليم البعيدة عن المدن الجامعية، إلى الواجهة، بعد أن فرض على وزارة التعليم، توقيف الدراسة والاستمرار عن بعد، مع إغلاق الأحياء الجامعية مخافة تفشي الفيروس التاجي.
واضطرت وزارة التعليم التي يرأسها سعيد أمزازي، لتوقيف الدراسة شهر مارس الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، ليتلو القرار إغلاق الأحياء الجامعية إلى أجل غير مسمى، حيث كانت الجامعات تمني النفس بأن ينتهي الفيروس قبل شهر يوليوز لتنتهي السنة الجامعية بشكل عادي.
بعيدا عن آماني وزارة التعليم ورؤساء الجامعات، واصل الفيروس التاجي التفشي في المملكة، بل وتضاعف بشكل مخيف، حيث وصلت الإصابات اليومية به إلى ما يزيد عن لـ 1200 كمعدل متوسط في الشهر الأخير، لتضطر المؤسسات التعليمية لإيجاد صيغة مناسبة لإجراء امتحاناتها وإنهاء الموسم.
مجموعة من الجامعات، منها عبد المالك السعدي بجهة الشمال، ومحمد الأول بجهة الشرق، وابن زهر بجهة سوس ماسة، قررت إحداث مراكز محلية وإقليمية لإجراء الامتحانات، الأمر الذي أثار معه نقاشا قديما جديدا، متعلقا بالنواة الجامعية القريبة، أو ما يطلق عليه البعض “جامعة القرب”.
وتعاني مناطق عديدة في المغرب، مثل الجنوب والجنوب الشرقي وجهة درعة تافيلالت، من بُعدِ الجامعات، حيث يضطر الطلاب المنحدرون منها إلى قطع مئات الكيلومترات لاستكمال الدراسة تصل في بعض الأحيان لحوالي 1400 كيلومترا، ما يتسبب في ارتفاع الهدر الجامي في صفوف الفئات الشبابة.
ورغم كل الأصوات التي طالبت بإحداث نواة جامعية في مدينة العيون، لاستقبال طلبة الأقاليم الجامعية، إلا أن الوضع استمر على حاله، وما يزال الطلبة المنحدرين من الصحراء المغربية يضطرون لقطع أزيد من ألف كيلومتر للوصول إلى أكادير، لاستكمال الدراسة، ومنهم من يتوجه إلى الرباط أو الدار البيضاء.
ويطالب العديد من الفاعلين السياسيين ومعهم الطلبة، بإحداث نواة جامعية في مدينة فجيج أو بوعرفة، التي تنتمي إلى إقليمها بلدات الجنوب الشرقي المذكورة، غير أن هذا الطرح أيضا، لا يعجب العديد من مواطني بني تجيت وتالسينت والقرى المجاورة لهم، الذين يرون بأنهم سيظلون بعيدين عن الجامعة رغم ذلك.
الجنوب الشرقي هو الآخر، يعاني من غياب النواة الجامعية، حيث يجبر سكان بلدات مثل بني تجيت أو تالسينت أو بوعنان وبومريم أو أنوال، ومعهم فجيج وبوعرفة على قطع ما يزيد عن 500 كيلومتر، للوصول إلى وجدة من أجل متابعة دراستهم الجامعية.
ومن بين المدن التي تعاني من بعد المؤسسات الجامعية أيضا، مدينة الحسيمة، التي وبالرغم من أنها تعد من أبرز الوجهات السياحية التي يقصدها الزوار من داخل المغرب وخارجه، كما أنها مكان مفضل للملك محمد السادس في كل صيف، إلا أنها تظل تفتقد لنواة جامعية لحدود الساعة.
ومن المقرر أن تنطلق الأشغال لبناء نواة جامعية في عدد من أقاليم وعمالات المملكة، من أجل تقريب المؤسسات والقضاء على الهدر الجامعي، الذي يكلف المغرب ما يزيد عن 3.7 مليار درهم، حيث ستعرف الحسيمة والخمسات وسيدي قاسم بناء جامعات، خلال الشهور المقبلة.
تعليقات الزوار ( 0 )