شارك المقال
  • تم النسخ

“كورونا” يجبر الأحزاب المغربية على نقل حملاتها الانتخابية لـ”العالم الافتراضي”

يعد التسويق السياسي في التنافس الانتخابي مزيجا من أنشطة متعددة الجوانب بوصفها نشاطا دعائيا يستهدف التأثير على جمهور الناخبين، لجمع وحشد الأصوات، من أجل الفوز في الانتخابات أو الوصول إلى الحكم أو البقاء في السوق السياسي والارتقاء فيه، فتزامنا مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية بالمغرب فرضت مجموعة من العوامل لجوء الأحزاب السياسية إلى “حملات انتخابية إلكترونية” عوض الحملات التقليدية التي جرت بها العادة بالمغرب.

وارتباطا بالموضوع أفاد محمد زين الدين، أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني أن “توظيف الحملات الالكتروني أصبحت موضة عالمية ولا تشمل فقط المغرب، بل تهم مختلف دول العالم بالنظر للتطور التكنولوجي و للجوء الأحزاب السياسية لهذا النوع من الدعاية لحملاتهم الانتخابية، لكونها تستهدف فئات عريضة من الناخبين خصوصا فئة الشباب التي لها إلمام كبير بهذا المجال.”

ضرورة ظرفية وعوامل متعددة

وأكد زين الدين في تصريح لجريدة بناصا الالكترونية أن “اللجوء إلى الحملات الانتخابية الالكترونية مسألة ضرورية تبعا للظرفية وما تفرضه طبيعة الجائحة من غياب للتجمعات العمومية التي كانت شكلا من الأشكال التقليدية لإجراء هذه الحملات، وبالتالي أصبح من المهم واللازم اللجوءإلى هذا النمط كعنصر جديد ينضاف إلى الاشكال التقليدية التي كانت تنهجها الأحزاب السياسية”.

وعزى المحلل السياسي أسباب اللجوء لهذا النوع من الحملات إلى المد التكنولوجي الذي أصبحت تتجاوب معه فئات عريضة من المجتمع وخاصة الشباب، وإلى المعطى الصحي الذي يكمن في منع التجمعات العمومية، مما جعل الباب مفتوحا للقيام بهذا النوع من الحملات الالكترونية.

تجربة محتمشة

وأبرز زين الدين أن ” التجربة المغربية هي تجربة محتشمة بالمقارنة مع المنظومة الغربية التي تعتمد بشكل كبير على حملات انتخابية احترافية وبأموال طائلة جدا”، مؤكدا أن “ذلك يرجع إلى الإمكانات المادية للأحزاب السياسية وبالنظر إلى البنية الانتخابية المغربية، فليست كل الأحزاب لها القدرة على تسويق برامجها الانتخابية إلكترونيا، نظرا لاعتبارات ذاتية وموضوعية.

موضحا في ذات الصدد أن  “الجانب الأول متعلق بإمكانات الحزب السياسي هل الحزب له إمكانات مادية، فالأمر يتعلق بمؤسسات للإشهار، ومكاتب للدراسات، أما الجانب الثاني فهو يتعلق بهل الحزب مؤمن بهذه المسألة أي بكون التسويق الالكتروني للحملات الانتخابية يضاهي الحملات العمومية أو التجمعات العمومية”.

وأضاف الأستاذ الجامعي أن “الأمر يتعلق أيضا بنوعية الكتلة الناخبة المستهدفة، وأن الأحزاب السياسية في المغرب لازالت لديها قناعة بنجاعة الاتصال المباشر، وكونه يجدي نفعا، ولكن أمام جائحة كورونا أصبح من المتعذر إجراء التجمعات العمومية المباشرة، كالمهرجانات الخطابية وغيرها من التجمعات التي كانت تحقق نسبة كبيرة من الحضور والالتقائية والتجاوب المباشر مع القيادات الحزبية ومع المناضلين والقيادات الحزبية المتعاطفة معها، مما يجعلها مضطرة للجوء إلى التسويق الإلكتروني للحملات الانتخابية.

الاختلالات متوقعة

وبخصوص الاختلالات الممكن تسجيلها، أفاد زين الدين أن “التجربة المغربية في هذا المجال هي تجربة جديدة، وبالتالي فهناك إمكانية بروز منزلقات بشكل كبير، لكن لحد الآن لم نسجل ذلك، فعلينا أن ننتظر الحملة الانتخابية وكيفية التعامل معها، خاصة مع وجود قوانين تنظم الحملات الانتخابية، بالإضافة إلى تجربة الاستحقاقات السابقة التي ستمكن من تجاوز الاختلالات المسجلة في المحطات السابقة مما يمكن من تجويد هذا التسويق الالكتروني وتفادي الاختلالات التي قد تنجم عليه.”

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي