شارك المقال
  • تم النسخ

“كورونا” يؤجّل تحقّق أحلام الشّباب المغربيّ بـ”الزّواج الأبيض” العابرِ للحدودِ

عرقل فيروس كورونا المستجد، الذي يتفشى في المغرب منذ شهر مارس الماضي، الكثير من المخططات التي كان يسعى الشبان لتحقيقها، على رأسها الهجرة إلى أوروبا أو أمريكا، بعدما أغلقت الحدود الدولية، وتوقف منح التأشيرات في جل البلدان، بسبب الوضعية الوبائية التي يمر بها العالم، الأمر الذي تسبب في تأجيل الأحلام لوقت لاحق.

ومن ضمن الوسائل التي يلجأ إليها الشبان المغاربة من أجل التمكن من الهجرة إلى البلدان الأوروبية بطرق قانونية، “الزواج الأبيض”، أو “الصوري”، وهو أن يعقد الشخص قرانه بفتاة على الورق، مقابل مبلغ مالي قد يصل لـ 10 ملايين سنتيم، على أن يتم إنهاؤه مباشرة بعد حصول الطرف الأول على أوراق الإقامة.

وتنشط العديد من الشبكات الإجرامية في هذا النوع من الزواج، حيث يوفرون النساء المخصصات لهذا الغرض، يفسخ بعد فترة من دخول البلد الأوروبي، مقابل ملايين السنتيمات، إلى جانب وجود فتيات يلجأن لهذه الطريقة بشكل منفرد منهن، وتعتبر واحدة من الوسائل المضمونة، والتي تمكن الشباب من الهجرة في ظروف آمنة وقانونية.

محمد، (36 سنة)، اتفق مع شابة من ألمانيا، على الزواج الصوري، مقابل 7 ملايين سنتيم، غير أن فيروس كورونا المستجد، والذي دفع تفشيه السلطات المغربية لإغلاق المجال الجوي في النصف الثاني من شهر مارس الماضي، أجل الحلم لوقت لاحق، _ محمد _ قال لـ”بناصا”، إن “الوسيلة بالرغم من أنها باهظة الثمن، إلا أنها مضمونة”.

وأضاف المتحدث نفسه، بأن “الزواج لبيض كيخليك تمشي بالورق ديالك، بدل متمشي حارك فشي زودياك عامرة بالبشر ويقدر تغرق فالبحر، وغادي تبقا شحال ونتا هارب فأوروبا ومدسوس ومانعرف واش تلقا خدمة ولا لا، وزيد عليها في أفضل الحالات، وفي إسبانيا مثلا، خاسك 3 سنوات باش ممكن تدير الإقامة، أما بلجيكا أو ألمانيا راه ناس أكثر من 10 سنوات ومزال حاصلين”.

وتابع محمد:”هادشي كامل وهاد المخاطر هي لي خلاتني نحاول نجمع لفلوس باش ندير زواج بيض ولكن الله غالب، حتى جمعتها وجات هاد كورونا ضيعت علينا كولشي، ومزال كنستناو ترجع الأمور كيف كانت باش نديروه”، مستطرداً:”بلادي عزيزة عليا، ولكن ملقيتش عمل، وانا يالاه عندي الباك مكملتش لقرايا، وكنبريكولي ونديباني، ولكن ضروري من الخارج باش نكون مزيان ونعيش عائلتي مزيان”.

العديد من الشباب المغاربة، ممن هاجروا إلى البلدان الأوروبية، سواء عبر قوارب الموت، أو من توجهوا إلى تركيا وقطعوا حوالي 8 بلدان ليصلوا إلى غرب القارة العجوز، يبحثون بعد عملهم لحوالي 5 سنوات، عن فتاة لإقامة زواجٍ أبيض، بغرض الحصول على أوراق الإقامة، بالأخص أولئك الذين يتواجدون في بلجيكا وألمانيا وهولندا وحتى فرنسا، بحكم صعوبة نيل الإقامة.

سفيان (30 سنة) هاجر إلى هولندا، بطريقة غير شرعية، يعمل منذ حوالي 4 سنوات في أحد محلات الوجبات السريعة، لم يحصل على أوراق الإقامة لحد الآن، أوضح في حديثه لـ”بناصا”، بأنه يبحث منذ فترة عن فتاة للزواج الحقيقيّ، لأنه يعتبر “الأبيض” منه غير أخلاقيّ، ولكنه في الأونة الأخيرة بدأ يفكر جديّاً في العثور على شريك وهميّ، لإنهاء معاناته مع الإقامة.

يواجه سفيان مشكل وحيد وهو “إمكانية تعرضي للاحتيال، لأن أحد أصدقائي المتواجد بالمغرب، فقد حوالي 10 آلاف دولار، بعدما تعرض للخداع من قبل فتاة أوروبية، أوهمته بالزواج الأبيض، فوافق، وبعد توصلها بالمبلغ المتفق عليه، قطعت الاتصال وحظرت حسابها الشخصي على فيسبوك، وغيرت رقمها الهاتفي وانتهى الأمر بالنسبة له”.

وأرجع باحثون الأسباب التي تدفع الشباب المغربي إلى التفكير في الهجرة إلى أوروبا، إلى النظرة التسويقية التي يروجها بعض أفراد الجالية، الذين يصورون الواقع في القارة العجوز على أنه “مثاليّ”، وهو ما يدفع العديد من الفئات إلى وضع هدف رئيسي يمكن في الوصول إلى تلك “الجنة”، خاصة في المناطق الشمالية للمملكة.

ويستغرب آخرون من قدرة بعض الشباب على توفير مبلغ قد يصل في بعض الأحيان إلى 10 ملايين سنتيم، من أجل صرفه على “زواج أبيض”، يعطي فرصةً للحصول على وثائق الإقامة، بالرغم من عدم توفر أي ضمانات بشأن إمكانية العثور على عمل في البلد الجديد، في وقت يكون بإمكان الشخص نفسه، إنشاء مشروع مدرّ للدخل بالمبلغ المالي، في المغرب.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي