شارك المقال
  • تم النسخ

“كورونا” خارج المغرب.. دول في المسار الصحيح وأخرى على حافة الانهيار

بعد مرور قرابة السنتين على حالة الإصابة الأولى التي انطلقت من مدينة ووهان الصينية وانتشرت بعدها وبشكل مخيف إلى باقي بقاع العالم، تباينت أوضاع الدول واختلفت سياساتها في التصدي للوباء، بين دول صارت اليوم تشكل نموذجا يقتدى به، وبين أخرى صارت على شفا حفرة من الانهيار.

وحسب عدد من الخبراء، فلم تكن قوة المنظمة الصحية لهذه البلدان أو هوانها هو المعيار الوحيد والأساسي في تباين النتائج، بل تداخلت عدة معايير، كان من بينها مدى وعي الشعوب ومدى امتثالهم للإجراءات الاحترازية الموصى بها عالميا، كما لم ينف آخرون أن لعبة المصالح السياسية قد كانت حاسمة خاصة في سرعة الحصول على اللقاح.

الدنمارك: التجربة المميزة

تعد التجربة الدنماركية مثالا ناجحا يُساق عند الحديث عن الدول التي نتفوقت في المعركة أمام الوباء، ففي بحر الأسبوع الماضي، قررت الدنمارك الإعلان عن أن الكوفيد لم يعد “مرضًا خطيرًا” وبأنها صارت تعتبره حاله كحال باقي الفيروسات التي يتعايش معها الإنسان.

وعزا أحد الخبراء هذه الخطوة التي وصفها البعض بالجريئة، إلى المعدلات القياسية للتطعيم باللقاحات ضد الفيروس، كما بررت الحكومة الدنماركية هذا الإعلان بنسبة التلقيح العالية التي وصلت لها والتي فاقت 80 بالمائة، الأمر الذي أكسب الشعب الدنماركي مناعة جماعية منحته السبق في مواجهة الوباء.

مصر: تعداد سكاني كبير وصعوبات في الحصول على اللقاح

بساكنتها التي يفوق عددها المائة مليون، مازالت مصر تواجه صعوبات في الحصول على القدر الكافي من الجرعات التي تكفي مواطنيها، الأمر الذي جعلها تختار أن يكون التلقيح انتقائيا، يستهدف شرائح معينة من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، والمهنيين المشتغلين على خط التماس مع الوباء. وذلك عبر التسجيل في بوابة الكترونية خصصتها وزارة الصحة للمواطنين.

وقد كشفت وزيرة الصحة المصرية هالة زايد، خلال مؤتمر صحفي أن 10 ملايين مواطن سجلوا بياناتهم على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة، فيما حصل حتى الآن على اللقاح 7.5 مواطن مصري.

وتنقسم معاناة مصر في معركتها ضد الوباء، إلى الانتظار الذي يطول أحيانا قبل خروج شحنات اللقاح ووصولها إليها، وعزوف المصريين عن تسجيل بياناتهم من أجل تلقي اللقاح حسب ما صرحت به الوزيرة ذاتها.

ليبيا: وباء زمن النزاع

لم يؤد القتال المستمر في ليبيا إلى خسائر في الأرواح فقط، بل أدى أيضا إلى تدمير البنية التحتية الحيوية مما خلق ظروفا معيشية غير آمنة، مع وصول محدود للرعاية الصحية والأدوية الأساسية والغذاء والمأوى والتعليم ومياه الشرب غير المأمونة، خاصة في ظرف صعب كظرف فيروس كورونا.

وقد سبق وصرح نقيب الأطباء في ليبيا، بأن فيروس كورونا المستجد تحور في البلاد، وظهرت حالات كثيرة مصابة بالفيروس والمعروف عالمياً بمتحور دلتا، بسبب دخول العديد من العالقين الليبيين على الحدود التونسية إلى ليبيا دون إجراء كشف عليهم، ما أدى إلى انتشار المرض بشكل كبير.

ورغم أن حالات الإصابة اليومية حسب الإحصائيات الرسمية تتراوح بين الألف والألفين، إلا أن العديد يؤكد أن أعداد المصابين هي أكبر وبكثير، خاصة مع ظهور المتحور الجديد وسرعة انتشاره الكبيرة.

الصين: مهد الوباء

بعد المعاناة التي عاشتها الصين في بداياتها مع الوباء، الذى انطلق من إحدى مدنها ولينتشر بعدها كالنار في الهشيم على امتداد مدنها وأقاليمها، هاهي الصين اليوم تنجح في محاربة الوباء، وتسجل أرقاما إيجابية جدا، بمعدل شفاء يفوق معدل الإصابة، وبعدد وفيات صفري.

وقد أعلنت الصين، أنه قد تم تلقيح أكثر من ملياري شخص وفقا لبيانات نشرتها لجنة الصحة الوطنية الصينية.
كما كان الإجراء الذي قامت به الصين، والذي هم رفع آخر منطقة من القائمة العالية الخطورة، وهي مدينة رويلي الحدودية، إجراء اعتبره عدد من الخبراء تعبيرا ضمنيا من الحكومة الصينية بأن زمن الوباء قد ولى وبدون رجعة.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي