اعتبر إدريس الكنبوري، الباحث في الفكر العربي والإسلامي، أن الملك محمد السادس، وضع، في الخطاب الذي ألقاه السبت الماضي بمناسبة الذكرى الـ 24 لعيد العرش، قطار النقاش حول منظومة القيم على سكته الحقيقية.
وقال الكنبوري في مداخلة له خلال الندوة التي نظمتها جريدة “بناصا”، بعنوان: “خطاب العرش إلى الأمة المغربية: تحليل للسياق وقراءة في الرسائل”، وسيرها الباحث محسن الجعفري: “لابد من وضع الخطاب في سياقه، لأنه في العادة خطاب العرش هو بمثابة حصيلة واستشراف للمستقبل، وبالتالي يعبر عن الإنصات لنقاشات المجتمع”.
وأضاف الباحث في الفكر العربي والإسلامي: “رأينا الملك يقول في خطاب العرش العام الماضي، عندما تحدث عن تعديل مدونة الأسرة، وقال باعتباري أميرا للمؤمنين لا أحل حلالا ولا أحرم حراماً”، متابعاً: “بعدها ظهر نقاش وحصلت بعض الانزلاقات عن روح هذا الخطاب”.
وأوضح أن الخطاب الملكي الأخير، جاء “كانعكاس للنقاش المجتمعي، وكنوع من التصحيح لمسار هذا النقاش (تعديل مدونة الأسرة)، وكنوع من التوضيح لما ذكر في خطاب العرش للعام الماضي، وتعاملت معه بعض النخب في المغرب على ضوء إديولوجياتها أو توجهاتها السياسية”.
وأبرز الكنبوري أن الخطاب الأخير “وضع النقاط على الحروف وأظهر ما المقصود بهذا النقاش، وما هي أهداف تعديل مدونة الأسرة، وحددها في الحفاظ على الآصرة الاجتماعية ثم الأسرة ثم القيم، ووضع هذا في سياق عام وهو حالة الاهتزاز التي تشهدها شبكة القيم في العالم”.
ونبه الباحث في الفكر الإسلامي، إلى أنه “لا يغيب عن أحد أن العالم اليوم يشهد هجمة حقيقية على القيم، في العالم أجمع، وليس فقط في العالم العربي أو في المغرب، حتى داخل الدول الأوروبية وداخل الولايات المتحدة، هناك نقاش صاخب حول موضوع القيم، ربما الإعلام العالمي أو العربي لا يهتم بهذه النقاشات، لكن هذا النقاش موجود”.
واسترسل: “حتى فيما يتعلق بالشذوذ، هذا نقاش ساخن جدا في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم، خصوصا بعد القرار الذي وضعته إدارة بايدن المتعلق بدعم اللادينيين والشواذ في العالم، ووضع ميزانية ضخمة تقدر بأكثر من 500 مليار دولار لدعم هذه الجمعيات”.
هذا الأمر، أدى حسب الكنبوري، إلى “نقاش في الكونغرس، وفي الصحافة الأمريكية، وفي المجتمع الأمريكي”، مردفاً: “هناك حالة اهتزاز للقيم وفي ضوء ذلك تم وضع قطار النقاش على سكته الحقيقية”.
تعليقات الزوار ( 0 )