Share
  • Link copied

كانت غنيةً في السابقِ.. هكذا تسبّبَ الإنسانُ في تراجعِ الحياةِ البريّةِ بالمغربِ

بدل مشاهدة المغاربة، لأسد الأطلس في حديقة الحيوانات بالرباط، كان بإمكانهم رؤيته في منتزه وطني، ولو من بعيد، كما كان بمقدور المواطنين، الاستمتاع بقفزات مها أبو حراب، أو حيرم الأطلس، نواحي خنيفرة، أو بمنتزه تازكة، لكن، وبفعل عدة عوامل، على رأسها، التي يقف وراءها الإنسان، لم يتبق لهذه الحيوانات، وجودٌ في الغابات والسهول المغربية.

في الوقت الحاضر، لم يعد الانقراض في البرية يحدث انطلاقا من الظواهر الطبيعية، مثل الجفاف، الحرائق والفيضانات، فقد صار الإنسان، أكبر الأخطار التي تهدد الحياة في الغابات والجبال والسهول، وكان وراء انقراض أزيد من 4 أنواع حيوانية كانت تعيش في المغرب، واضعاً حدا لتنوع بيولوجي فريد، كان سيشكل إضافة نوعية للسياحة الوطنية حاليا.

أسد الأطلس

يعد هذا النوع من أكبر سلالات الأسود، وقد عاش في المغرب لآلاف السنين، قبل أن ينقرض آخر فرد منه، منتصف القرن الماضي، بعد قتله، غير أن بعض الأسود، الموجودة في عدد من حدائق الحيوانات حول العالم، ومنها الرباط، اعتبرت “أسودا أطلسية” نظرا للسمات التي تتميز بها، والتي تتشابه مع مواصفات النوع المنقرض.

ويقف الإنسان على رأس أسباب انقراض هذا النوع من المغرب، بدءاً بالفترة الرومانية، التي عرفت صيد المئات منها، بغرض إعدام المجرمين والموقوفين، حيث كان الرومان ينقلون الأسد الأطلسي في أقفاص صوب اليونان، من أجل استغلالها في الأنشطة التي يقومون بها، وخلال الفترات التي تلت الحقبة الرومانية، استمر البشر في قتل هذا النوع، سواء بسبب تشكيله تهديدا على حياتهم، أو على ماشيتهم، لينتهي آخر فرد منه، سنة 1942، في جبال الأطلس.

دب الأطلس

يعتبر دب الأطلس، أحد الأنواع الحيوانية التي عاشت في المغرب طوال قرون، قبل أن تنقرض في خلال الـ 100 سنة الأخيرة، وقد كان من الدببة البنية، تواجد عبر التاريخ في إفريقيا فقط، وسكن في كل من المغرب والجزائر وتونس، على طول سلسلة جبال الأطلس.

وعلى غرار الأسد الأطلسي، فقد كان جاره الدب أيضا، أحد الحيوانات التي أسرها الرومان واستخدموها لتنفيذ أحكام الإعدام في حق المجرمين، قبل أن يستهدفه المزارعون والفلاحون والصيادون، نظرا للتهديد الذي كان يشكله، عليهم، ليسقط آخر فرد منه، بجبال الريف شمال المملكة، قتيلا، وذلك في سبعينيات القرن الماضي.

فهد غرب إفريقيا

كان يعيش هذا النوع الحيواني، في المغرب، خلال القرون الماضية، غير أن التغيرات المناخية، إلى جانب العوامل المتعلقة بالإنسان، وعلى رأسها قتله، وبيع فروه، عجلوا من رحيله، حيث يعتبر من الأنواع التي لم تعج موجودة في المملكة، على الأقل، حسب ما هو معلوم، علما، أن هذا الفهد، المهدد بالانقراض، ما يزال موجودا، في شمال إفريقيا، بعدد لا يزيد عن الـ 300.

حيرم الأطلس

ظبي ضخم الحجم، ذو قرنين منحرفين، ينتمي لفصيلة الثيتل، ويعد من ظباء المناطق شبه الصحراوية، وكان يعيش في عدة بلدان شمال إفريقيا، منها المغرب، حيث استقر في هضاب الشرق على ضفاف نهر ملوية، ويعتبر من الفرائس المفضلة للأسود، انقرض آخر فرد منه، في الـ 1926، على ضفاف ملوية العليا، بعد قتله من طرف أحد الصيادين، الذين كانوا السبب الرئيسي وراء اختفائه.

تحذيرات من انقراض أنواع أخرى

ويحذر العديد من الباحثين من انقراض أنواع أخرى من الحيوانات المتواجدة في المغرب، مثل الذئب الرمادي، الذي كان يعتقد أنه قد انقرض من المملكة، قبل أن يتم اكتشاف أنواع منه في الأطلس والريف، إلى جانب سنجاب الأطلس، وقرد المكاك، والأيائل، معتبرين أن السبيل الوحيد لإنقاذ هذه الأنواع وحفظ التنوع البيولوجي في البلاد، هو الصرامة في تطبيق القانون، وعدم التساهل مع أي قنص يمس الحيوانات المهددة بالانقراض.

ويرى الباحثون، أن الأنشطة الفردية للإنسان ليست الوحيدة التي يمكن أن تتسبب في انقارض بعض الأنواع، بل حتى الأنشطة الجماعية ذات الطابع الاقتصادي، التي ينتج عنها قطع الاشجار، والزارعة أو التعمير، بشكل غير معقلن، بالإضافة إلى بناء المصانع وتشييد مقالع للمناجم، على مقربة من مصادر المياه في المناطق، الأمر الذي يتسبب في التلوث، وبالتالي تهديد الحياة البرية.

ويشدد الباحثون على ضرورة نشر ثقافة الوعي البيئي، تماما مثل حرص باقي القطاعات على التوعية السياسية والاجتماعية والفكرية، لابد من توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الطبيعة وتنوعها، من أجل الإبقاء على التوازن البيئي في المغرب، لأن انقراض أي نوع من الحوانات، مهما كان صغيرا، قد يتسبب بشكل مباشر في انقراض نوع آخر، كان يقتات عليه، كما يقول علماء الأحياء.

Share
  • Link copied
المقال التالي