Share
  • Link copied

قم يا حاجي، فالرسالة في بدايتها.. سنتصدى للجائحة جميعا ونهزمها

إلى زميلي، وصديقي لحبيب حاجي.

إن المسؤولية هي التي تدفعني إلى الايمان في الحياة، خلاف ما يعتقده الأخرون بأنه الحب أو العائلة، هكذا اخترت أن اتوجه ببضع كلمات مختارات ، وإن في الكلمات ابتلاء.

أود أن اكون رسولا طوعا للشموخ كي أعانق الحبيب عناقا ممشوقا بالبطولة التي لا تنضب. أمتطي صهو الدعاء الى رب العالمين نحو تطاوين البهية علني أبوح بقليل من الكلام راجيا أن تكون كلماتي بلسما شافيا لقامة لا يمكن أن تستصغر مهما كان وابل الوباء.

حاجي؛ أيها الرجل الحبيب، قف فالوطن على مقاس الحقوق والحريات.

ماذا أقول و كلي حنين لأراك، معافيا شامخا منتصرا و منتصبا، كما عاهدتك دوما. أتذكرك مناضلا مفردا بصيغة الجمع، ينتصر بنزاهة للقضية والعدالة، و يقدم أحسن ما يملك للفكرة المطلقة في جدوتها. عقودا وأنت تصدح بالحق في كل مكان؛ في محراب العدالة كما في منصات الندوات ووسائل الإعلام، راجيا استحضاره من قلب المحاكم أولا، هنا و هنا ، نخوة عصماء و ثقة علياء بالحق سبيلا للإنصاف.

فكيف للفيروس اللعين أن يمنعك من الرقص على سمفونية الأمل لبناء وطن يتسع للجميع . تالله لقد خبرت قوتك وشجاعتك الباطنة في الاحشاء نارا و سلاما على رحابة الحلم بوطن واقف يريده الجبناء على مقاسهم وتريده أنت على مقاس الحقوق و الحريات.

احتفظ لك زميلي بالكثير، رغم المسافات المتمردة عن الوصال، ورغم الحجر الممارس علينا وصاية وجلا من وباء سلط علينا، وأصبح حقيقة لا ترتفع أبدا.

لا أشك يا حبيب قلوب المناضلين والمظلومين التي أضناها الشوق إلى غد واعد على بحبوحة الوطن أنك لن تستسلم لجبروت مستبد وضيع يتربص ويترصد غدرا بنا، وسنتصدى له معا.

رفيقي الغالي حجي. لا نستكين أبدا…

على درب الصمود انت عريس، ومعا سنحتفي قريبا بانبلاج غسق الدجى إكليلا من أمل نعانقه صحة وعافية و معافاة من رب عليم حكيم. فلا تستكين و تدعو إلى الخلف وأنت الأعلى نصرا مبينا، نبراسا لجمهور التواقين إلى مغرب ممتد على طول مساحات وردية بميلاد الفجر بلا هذا الوبال البئيس.

قم يا رفيقي حجي فالعدالة تناديك..

يا من كان جنبا إلى جنب مع العدالة أينما كانت و مهما كان الثمن، لا مساومة ولا رجوع . أعرفك ذلك العاشق الولهان ينتصر للحياة ويتحدى الصعاب ولا ينحني أبدا. ترى كيف للجائحة اللعينة أن تختبر عنفها فيك وأنت سليل الشجعان.

لا يجوز يا خليل الجماهير يا ثائرا مذ كنت ألا تنجح في تجاوز هذه اللحظات العصيبة، وأنت القمر الوهاج ينير سبل الذين يتكئون عليك من بني جلدتك من السواد الأعظم من الكادحين و البؤساء والأرذلين.
قم يا حبيب فالدرب مازال طويلا…!

كيف لا وأنت صوت التكالى والفقراء والنائمين من الصبايا على أرصفة الشوارع بمدن التوزيع غير العادل للثروات، تنادي صارخا بالأمل حقا كل حقوق الإنسان.

استنهض قواك، ولا تستسلم أبدا يا من اعتاد على العواصف والرياح الهوجاء منذ نعومة الأظافر، قبل أن يحل القدر محملا بابتلاء سيمر كسحابة صيف، ليولد الربيع بعدها زهورا من الأحمر والأخضر كلون الوطن.

قم يا رفيقي، فالرسالة لم تنته بعد…، قم فالدرب مازال طويلا، قم فالمحاكم وزملاؤك والقضاة عليك بالقوة والشجاعة والصمود شهودا والأرصفة والشوارع، والدروب و المعتقلات، والمستفقرون و المحظوظون عهدوا فيك أنك لا تستسلم أبدا، ووحده الفيروس اللعين يجهل بغباء من تكون.

أكيد ستهزمه، ويندحر، ويكتشف حقيقة زخم البطولة فيك رجلا بألف اسم.

لحبيب؛ لا تستسلم، واصمد، سنتصدى للجائحة جميعا ونهزمها.

قم يا رفيقي، فنحن نتابع صمودك بيقين في النصر، فلا نشك أبدا ولا نتردد مهما يكن. واصل ثباتك وقف جبلا لا يرتعش مهما جاءته الرعود و العواصف حبلى بالاختبار . وبكل يقين ستنتصر، و معك سنزف الوطن عريسا بأناشيد النصر و معا سنغني “سنمضي سنمضي إلى ما نريد وطن حر و شعب أبي”.

قم يا لحبيب من جديد؛ يدا في يد …

وفي انتظار الوصال على أديم العافية و النصر، تقبل من زميلك الحو صبري، باقة ورد بالأقحوان رمزا للتحدي و عربون وفاء على درب الشموخ لنقلم معا أظافر الطاغو ؛ كوورنا اللعين، ليرجع حاجي عريسا للتواقين لعالم بلا كوفيد.


*محامي بمكناس وخبير في القانون الدولي

Share
  • Link copied
المقال التالي