شارك المقال
  • تم النسخ

قراءة في تقرير اليونسيف.. “التصدي للثأتير المدمر لكوفيد 19 على الأطفال واليافعين”

أصدرت منظمة اليونسيف تقريرا بعنوان منع ضياع عقد عمل مستعجل للتصدي للتاثير المدمر لكوفيد 19على الأطفال واليافعين ،ويدخل هذا التقرير في سلسلة الرؤى والاستراتيجيات التي نظمتها المنظمة الأممة تحت عنوان 75 سنة وضع رؤية جديدة للمستقبل لكل طفل ،وقد ظلت اليونسيف تحقق النتائج للأطفال منذ 75 سنة فمن النزاعات الإنسانية والكوارث الطبيعية والأزمات الانسانية إلى برامج البقاء والتنمية طويلة الأجل .1

وقد ظلت هاته المنظمة تقوم بعدة مهام ولعل أهمها تحقيق كل طفل الأمراض التي يمكن منعها وبالتعاون مع الحكومات قامت بأكبرعملية تعبئة لوجيستية في أوقات السلام في التاريخ ،وفي الجائحة قامت بعدة خطوات من أجل مساعدة الأطفال في إعمال حقهم في الصحة والتعليم والحماية وقد أكدت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونسيف هيرتينا فور أن جائحة كورونا كوفيد 19 المستمرة وأزمة المناخ المتفاقمة والنزاعات المسلحة والتهجير وغير ذلك من حالات الطوارئ الانسانية تحرم الاطفال من صحتهم وعافيتهم وتنذر هاته التطورات بمستقبل أكثر صعوبة ،مستقبل قد يخفق فيه العالم من تحقيق أهداف التنمية الإنسانية المستدامة المتعلقة بإنهاء الفقر والحد من إنعدام المساواة وبناء مجتمعات أكثر ازدهارا أو تمتعا بالسلام بحلول عام 2020.2

ومن الرسائل التي جاء بها التقرير.
1 – جائحة طويلة بتأثير غير متساو .
2 التاثير المستمر لكوفيد 19على الأطفال .
3- من أجل برنامج عمل عاجل لأجل الأطفال 3

قبل الخوض في تبيان هاته النقط من الضروري أن نقدم الرسائل الرئيسية التي جاء بها التقرير. بدأ التقرير بتحديد ملاحظات حول المشكلة الأساسية لأزمة كوفيد 19وقدم عدة ملاحظات:

الملاحظة الأولى :أن جائحة كورونا هي اسوا أزمة تواجه الأطفال في تاريخ اليونسيف ،وأن العالم يواجه خطر ضياع عقد الأطفال ومن دون التصدي لها ولاثارها لا يمكن تحقيق أهداف التنمية الإنسانية المستدامة 4

الملاحظة الثانية :انه خلال أقل من سنتين وقع 100مليون شخص إضافي في براثن الفقر بنسبة 10% منذ عام 2019

الملاحظة الثالثة :إن التفاوت العميق في التعافي من الجائحة يزيد من اتساع الفجوة بين البلدان الغنية والفقيرة ويتواصل معدل الفقر في البلدان المنخفضة الدخل في وفي أقل البلدان نموا .5

ولحل هاته المشاكل قدم التقرير عدة حلول سنتطرق إليها لاحقا في نقط التقرير.

1 – جائحة طويلة بتأثير غير متساو :
أكد التقرير بلغة صريحة أن جائحة كوفيد 19تبث الفوضى في حياة اليافعين في جميع أنحاء العالم وأثرت على كل طفل في العالم ،إلا أن هذا الثاثير كان على نحو غير متساو وظل التعافي الاقتصادي غير متساو وقد برز هذا جليا في تقديم لقاحات كوفيد 19 فقد أدى انتصار العلم والابتكار الإنساني إلى إستحداث لقاحات منقذة للأرواح خلال وقت قياسي ،حيث أن سكان البلدان الغنية يتمكنون من الحصول عليها بينما مازالت البلدان الفقيرة تنتظر وصول الجرعات وفي مؤتمر القمة الذي عقد في ابريل وضع قادة العالم هدف بأن يمكن كل بلد من تحصين 70% من سكانه بحلول سنة 2022ووفقا أحدث التقديرات لن يتمكن أكثر من 85% بلدا منخفض الدخل من بلوغ تحصين يبلغ 60% حتى حلول عام 2023.6

2 – التأثير المستمر لكوفيد 19 على الأطفال :
يمكن إجمال تاثير الجائحة على الأطفال فيما يلي:

2-1 ازياد نسبة فقر الأطفال :
أشار التقرير إلى تلراجع التقدم الذي تحقق في مكافحة فقر الأطفال ،حيث أن نسبة فقر الأطفال ازدادت بشكل كبير بالإضافة الى وجود انعدام كبير للمساواة وبينما تحسنت الاوضاع في البلدان الغنية ظلت معدلات الفقر تتزايد في البلدان المنخفضة الدخل وفي أقل البلدان نموا مقارنة بعام 2020،وعلى الصعيد العالمي من المتوقع ان تزداد نسبة الأطفال الذين يعيشون في فقر متعدد الابعاد إلى حوالي 25%في سنة 2021.7

2-2 الثاتير على الصحة والتحصين :
وفقا للبيانات التي قدمها التقرير والتي تبين أن هناك تراجع في التقدم الذي تحقق على امتداد سنوات في تحصين الأطفال في أقل من سنتين من الجائحة8

كما أن 50مليون طفل يعانون من الهزال وهو أحد أشكال سوء التغذية الأكثر تهديدا للحخياة وقد يزداد هذا العدد بمقدار 9ملايين بحلول عام 2022بسبب تاثير الجائحة ،كما أن الجائحة اوقفت خدمات الصحة العقلية الضرورية في 93% من البلدان في العالم ،بالإضافة إلى أن 23 مليون طفل تلقى لقاحاتهم.

2-3 التاثير على التعليم :
كان تاثير إغلاق المدارس أثناء السنة الأولى من الجائحة ظاهرةبالعقل فقد أثرت على جميع البلدان والمناطق ،وكانت المدارس مغلقة اما كليا أو جزئيا حوالي 80% في وقت التعليم الوجاهي أثناء السنة الأولى ويظل هناك قدر كبير من انعدام المساواة في إمكانية استخدام الانترنيت على الصعيد العالمي.

بالإضافة الى هذا التاثير أكذ التقرير على أن هناك العديد من مظاهر العنف التي مورست أثناء الجائحة على الأطفال دون ان ننسى ان انخفاض التحصيل العلمي زاد من زواجح الأطفال ورفع من مؤشرات الحمل المبكر وعنف العشائر ووفاة الأمهات وزيادة حدة الالتهابات المنقولة جنسيا والفقر العابر للأجيال ،دون أن ننسى محدودية الغذاء التي ظهرت مع الجائحة ورفعت من أمراض سوء التغذية مثل مرض فقر الدم .9

3 – برنامج عاجل للأطفال :
اقترح التقرير عدة توصيات مهمة وأساسية يجب العمل عليها لإنقاذ الأطفال واليافعين
1-3 الاستثمار في الحماية :الاجتماعية ورأس المال الإنساني والعمل على تعافي شامل للجميع متساو وقادر على الصمود
3-2إنها ء الجائحة وعكس اتجاه التراجع الثير للقلق في صحة الطفل وتغذيته عبر استثمار المهام الإنسانية التي تقوم بها اليونيسيف والمتمثلة في توزيع لقاحات كوفيد 1910
3-3 -إعادة البناء على نحو أقوى من السابق من خلال ضمان التعليم الجيد والحماية ودعم الصحة العقلية الجيدة لكل طفل
3-4 – لبناء القدرة على الصمود لنتمكن من منع الأزمات والاستجابة إليها وحماية الأطفال بما في ذلك عبر نهج سياسات جديدة لإنهاء المجاعات وحماية الأطفال من تغير المناخ ووضع رؤية جديدة للإنصاف في أوضاع الكوارث.

نخلص في الأخير إلى أن تقرير اليونيسيف لسنة 2021دق ناقوس الخطر ومن الواجب على الحكومات التعاون لحل الأزمات الخطيرة على الأطفال واليافغين التي أكدها التقرير بلغة صرحة وشفافة عبر بيانات إحصائية ومؤشرا علمية دقيقة ،حيث أنه بدون الاهتمام بالرأسمال البشري المتمثل في الطفولة المبكرة واليافعين لايمكن تحقيق الدولة الاجتماعية التي تنادي بها العديد من الدول في برامجها وسياساتها العمومية لان هاته الفئة هي أسسس ومرتكزات بنوذ الدولة الاجتماعية .

لائحة المراجع والهوامش :
1- انظر تقرير اليونيسيف لسنة 2021″منع ضياع عقد عمل مستعجل للتصدي للتاثير المدمر لكوفيد 19على الأطفال واليافعين “
2- نفسه
3- نفسه
4- نفسه
5- نفسه
6- نفسه
7- نفسه
8- نفسه
9- نفسه
10- نفسه

باحث قي مركز الدكتوراه مختبر بيئة.تراب.تنمية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي