أزّم فيروس كورونا المستجد، الذي يضرب المغرب منذ شهر مارس الماضي، مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية، متسببا لها في خسائر مادية فادحة، حيث كانت أكثر الفئات تضررا هم التجار والمهنيون والحرفيون الصغار، إلى جانب أصحاب الشركات الصغرى والمتوسطة.
وتعتبر المدن الساحلية أكبر المتضررين من الجائحة، لاعتماد أغلب التجار والمهنيين والحرفيين بها، على ما يجنونه من الزوار القادمين إلى مناطقهم من مختلف جهات المملكة وخارجها، غير أن الوضع الاستثنائي صعب مهمة السياحة الداخلية، ومنع السياحة الخارجية.
ومن بين الشركات الصغرى والمتوسطة التي تضررت، تلك الخاصة بكراء الدراجات الهوائية في الشواطئ المغربية، والتي وجدت نفسها في موضع جد متأزم، بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، وما ترتب عنه من تشديد القيود على النقل الداخلي، وإغلاق الحدود الدولية، ما منع السياح من الولوج.
واعتاد أرباب كراء الدراجات الهوائية في مدينة السعيدية بإقليم بركان، على جني الملايين سنويا، في ظل التوافد الكبير للسياح، وقدوم الجالية بكثرة إلى شاطئ المحطة السياحية، حيث كان ثمن الكراء لكل نصف ساعة، يتراوح بين 500 درهم، و700 درهم، غير أن الظرفية الحالية غيرت كل المعطيات.
وتراجعت أسعار كراء الدراجات المائية، بمدينة السعيدية، خلال الصيف الحالي، بسبب غياب الجالية المغربية المقيمة بالخارج، التي صعبت عليها القيود المفروضة على السفر، مهمة العودة، حيث تراوحت الأثمنة بين 300 درهم و350 درهم لكل نصف ساعة.
وفي هذا السياق، صرح أحد المسؤولين بشركة متخصصة في كراء الدراجات المائية، بمدينة السعيدية، لـ”بناصا”، بأن “الوضع هذا العام استثنائي، والإقبال جد منخفض، إن قارناه بالسنوات الماضية، ولكن “الحمد لله الرزق كاين، عايشين مع ولاد لبلاد، ورغم كل شيء كاين الخير”.
وتابع المتحدث نفسه، بأن “غياب الجالية خلال السنة الحالية، هو السبب الرئيسي للانخفاض في مداخيل شركات كراء الدراجات المائية بمدينة السعيدية، أو غيرها من المدن الساحلية”، مشيرا إلى أن “السعيدية، رغم كل شيء، تعرف رواجا طفيفا من مغاربة الداخل، الذين حرصوا على تشجيع السياحة الداخلية”.
شخص آخر من العاملين بالقطاع، قال في تصريحه لجريدة “بناصا”:”بالرغم من أن هناك رواجا طفيفا من مغاربة الداخل، إلا أن تداعيات الجائحة، قللت من إقبالهم على كراء الدراجات المائية، بحكم صعوبة إهدارهم لأزيد من 300 درهم في نصف ساعة، لأنهم يفضلون صرفها في أمور أكثر أهمية”.
المتكلم ذاته، أكد أن “الركود الاقتصادي الذي تمر به مدينة السعيدية، لم يسبق أن شهدته المنطقة منذ سنوات طويلة”، موضحا أن “غالبية السياح القادمين من المدن المغربية حاليا، يأتون للسباحة فقط، ولا يقومون بكراء الدراجات المائية، وجلهم أيضا لا يستخدمون وسائل الترفيه المتوفرة بالمحطة السياحية”.
يشار إلى أن القطاع السياحي بالمغرب، شهد خلال فترة تفشي فيروس كورونا المستجد، أزمة غير مسبوقة، متكبدا خسائر ضخمة جدا، حيث تراجعت نسبة السياح الوافدين، بنسبة 45 في المائة، وقدرت الخسائر المالية التي تلقتها السياحة بالمملكة، بأزيد من 76 مليار جرهم.
تعليقات الزوار ( 0 )