في مفارقة دبلوماسية مثيرة للانتباه، سمحت الجزائر، البلد المعروف بصعوبة الوصول إليه بالنسبة لصناع الأفلام والصحفيين الأجانب، بتصوير فيلم “Goat Life” الهندي الذي يرسم صورة سلبية للغاية عن المجتمع السعودي.
وقد تم حظر الفيلم في السعودية نفسها بسبب روايته ذات الجانب الواحد التي تصور السعوديين كأصحاب العبيد.
وبينما أثار الفيلم ردود أفعال مختلطة، فإن الأمر المثير للاهتمام هو تركيز الجزائر، البلد المغلق الذي تجنبه صناع الأفلام بسبب الرقابة وعدم توافر المتطلبات الأساسية لصناعة الأفلام، على فتح أبوابها لفيلم يصور السعودية بشكل سلبي.
وبشكل مفاجئ، بعد التحقق من المحتوى المناهض للسعودية في القصة، سمحت السلطات الجزائرية للطاقم بالتصوير.
وتم تصوير الفيلم على خلفية تدهور العلاقات بين الجزائر والرياض، بعد دعم السعودية الصريح لسيادة المغرب على الصحراء، حيث تحتضن الجزائر حلم انفصالي.
وكانت الحلقة التالية في الجمود الدبلوماسي السعودي-الجزائري هو تجاهل محمد بن سلمان، الرجل القوي في السعودية، للنظام العسكري الجزائري، وتجاهله القمة العربية في الجزائر.
وفي العام الماضي، لم تدع السعودية الجزائر، التي كانت تتولى الرئاسة الدورية للجامعة العربية، إلى اجتماع جمع تسعة دول عربية لمناقشة عودة سوريا إلى الجامعة.
وهذه التناقضات الدبلوماسية تثير العديد من التساؤلات حول الأسباب التي دفعت الجزائر إلى السماح بتصوير فيلم يهاجم السعودية في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين توتراً. هل يمكن أن يكون هذا القرار مرتبطاً بالرغبة الجزائرية في تعزيز مكانتها في عالم السينما، أم أنه جزء من استراتيجية دبلوماسية أكبر؟.
تعليقات الزوار ( 0 )