في أعقاب الفيضانات المدمرة التي ضربت إسبانيا، انتشرت على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي روايات وادعاءات لا أساس لها من الصحة، تتهم المغرب بتدبير هذه الكارثة عبر استخدام تقنيات تعديل الطقس مثل مشروع (HAARP) أو “هارپ”.
وكشف موقع “maldita” المتخصص في كشف الأخبار الزائفة، أن هذه الادعاءات، التي تندرج تحت خانة نظريات المؤامرة، لا تستند إلى أي دليل علمي، وتهدف إلى تشويه سمعة المغرب وإثارة الفتنة بين البلدين.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فقد سبق وحذّر المعهد الإسباني للأرصاد الجوية (AEMET) من وصول “المنخفض المعزول على المستوى العلوي” (DANA) قبل أيام عديدة من وقوع الكارثة، وليس مفاجئاً وصوله إذن إلى فالنسيا.
وتمتلك بعض الدول برامج لتعديل الطقس بشكل موضعي وفي ظروف محددة (مثل تلقيح السحب بيوديد الفضة في إسبانيا)، لكن نتائجها ضعيفة ولا تؤثر بشكل كبير على هطول الأمطار، ولا تملك القدرة على خلق ظاهرة مثل “دانا”.
وقال الموقع، إن مشروع “هارپ” مخصص بشكل حصري للأبحاث العلمية وليس سلاحاً للتدمير، بل يهدف إلى دراسة طبقة عليا من الغلاف الجوي، وليس لديه القدرة على التأثير على الطقس أو المناخ.
وتمكنت أجهزة الرادار من رصد “دانا” قبل خمسة أيام من هطول الأمطار في بلنسية. وقد حذر المعهد الإسباني للأرصاد الجوية عبر حسابه على تويتر من وصوله.
كما حذر خبير الأرصاد الجوية خوان خيسوس جونزاليس من أن “دانا” يمتلك خصائص وسلوكيات تجعله منخفضاً ذا إمكانية عالية للتأثير بشكل كبير، وهو ما قد يُصنف ضمن المنخفضات الجوية شديدة التأثير في منطقة البحر المتوسط.
وأُدرج “دانا” ضمن “التحذير الخاص بالظواهر الجوية المعاكسة لشهر أكتوبر” قبل يومين من الثلاثاء الموافق 30 أكتوبر.
تحريك سحب “دانا” يتطلب طاقة هائلة:
ويوضح عالم الأرصاد الجوية بينيتو فوينتيس أن كمية الأمطار المسجلة تقدر بنحو 700 مليار لتر من المياه، ويؤكد على عدم وجود طائرة قادرة على التعامل مع كمية كهذه. ويضيف أنه من أجل تبخير هذه الكمية وتحريكها باتجاه الأرض، ستكون هناك حاجة إلى طاقة تعادل أكثر من ضعف ما يتم إنتاجه في إسبانيا على مدار عام، أو طاقة تفوق طاقة 25 ألف قنبلة نووية.
وشهد التاريخ تجارب لتعديل الطقس (وليس المناخ) بشكل مصطنع. وفي الوقت الحالي، تمتلك بعض الدول برامج تنفذ هذا الأمر بشكل موضعي في أماكن محددة. ومن بين هذه التقنيات الفعلية (والتي لا تُسمى هندسة المناخ) تلقيح السحب بيوديد الفضة.
وتعد فعالية هذه التقنية غير واضحة، كما يؤكد المعهد الإسباني للأرصاد الجوية على أن قدرتها على زيادة هطول الأمطار تصل إلى 20% في أفضل الأحوال، وهو رقم بعيد كل البعد عن كمية الأمطار التي هطلت في بلنسية.
ما هو مشروع “هارپ”؟
لا يوجد دليل على وجود سلاح شرير يُسمى “هارپ”، وبرنامج “الأبحاث المتقدمة عالية التردد الشفقي القطبي” (HAARP) هو نظام يرسل موجات راديو إلى طبقة من الغلاف الجوي الأرضي (المجال الأيوني) لدراستها. وليس لديه القدرة على التأثير على المناخ أو الطقس، لأن إشاراته لا تؤثر على الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، وهي المكان الذي تنشأ فيه الظواهر الجوية.
تعليقات الزوار ( 0 )