اعتادت الساحة السنمائية العالمية، على التّزين بما تنتجه استوديوهات هوليوود، غير فيروس كورونا المستجد، غير لون “ملوك السينما”، جاعلا إياه شاحباً، ليُحرم الملايين من حول العالم، من مشاهدة التّحف السينمائية التي تطلقها شركات الإنتاج الأمريكية سنويا، وخاصة في فصل الصيف، بعد أن قرر العديد من صناع “الأفلام”، تأجيل الأعمال التي كان يعتزمون عرضها، إلى غاية السنة المقبلة.
ويسود ما يشبه الإجماع، في أوساط النقّاد السينمائيين، بأن سنة 2020، كانت شحيحة من حيث الأفلام على المستوى العالمي، بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، الذي تسبب في إغلاق الملايين من دور السنيما، وإلغاء العشرات من الأفلام التي كانت قيد التمثيل، وتأجيل المئات ممن الإنتاجات التي كانت على وشك العرض.
باستثناء “Parasite”، المتوج بجائزة الأوسكار لأفضل سيناريو في السنة، كانت أبرز الأفلام التي أُنتجت في 2019، من صنع هوليوود، على غرار “Joker”، الذي حصد ممثله الرئيسي، خواكين فينيكس جائزة الأوسكار لأفضل ممثل في العام، و”Avengres : Endgame”، و”1917″، وهي كلها أفلام تجاوز تقييما الـ 8 نجوم من 10، لكن يبدو أن سنة 2020، كانت مختلفة تماما عن سابقتها، وأجبرت صناع الأفلام على إرجاء جلّ مخططاتهم لموعد لاحق، لتتأجل معها انتظارات الجماهير أيضا.
في فبراير الماضي، تسبب الفيرس التاجي، في توقيف تصوير الجزء السابع من فيلم “مهمة مستحيلة”، الذي يلعب دور بطولته الممثل الشهير طوم كروز، والذي كان يجري تمثيل جزء منه في مدينة البندقية الإيطالية، وذلك بعدما عرفت البلاد، ارتفاعا كبيرا في عداد كورونا، وقتها، والذي تسبب في كارثة غير مسبوقة داخل إيطاليا، لاحقا.
واضطرت شركات الإنتاج إلى تغيير خططها، فبعد أن كانت تعتمد على دور العرض، لتقديم أفلامها للجمهور، وجدت نفسها فجأة محرومة من هذا المرفق، بعد قرار إغلاقها، لمواجهة تفشي فيروس كورونا، ما وضعها أمام خيارين، إما التأجيل لغاية زوال الجائحة، أو على الأقل رفع الحجر، أو عرضها على الإنترنت.
وأُجبرت مجموعة من الشركات، التي تسبب كورونا في إيقاف تمثيل أفلامها خلال النصف الأول من السنة الجارية، مثلما وقع مع “مهمة مستحيلة 7″، على تغيير كامل خططها، وإرجاء إنهاء الفيلم لوقت لاحق، ما يترتب عنه تأجيل عرضه لموعد سيحدد بعد اتضاح الأمور المتعلقة بالوضعية الوبائية في العالم.
أما الشركات التي كانت أفلامها، قد انتهت، من حيث التمثيل، ودخلت مرحلة المونتاج، فقد ارتأت بعضها تأخير موعد العرض للسنة المقبلة، فيما فضلت أخرى، إنهاء الفيلم وإعداده ليكون جاهزا، على أن يتم عرضه في دور العرض، بعد إعادة فتحها، في حال تقرر رفع الحجر الصحي المفروض في بعض ولايات أمريكا، ودول العالم، بسبب كورونا.
في الوقت الذي اختارت شركاتٌ تأجيل أفلامها لوقت لاحق، قرر “صناع أفلام” آخرون، عرض إنتاجاتهم على المواقع الإلكترونية، أو عبر مواقع خاصة بشركات الإنتاج نفسها، مثل ما حصل مع “جريهاوند”، الذي يقوم ببطولته الممثل المشهور توم هانكس، الذي قررت شركة “سوني بيكتشرز”، المنتجة له، عرضه على موقعها الخاص.
وبالفعل، حقق الفيلم الذي رفض هانكس أن يتم تأجيله بدعوى أن “الناس بحاجة لترفيه أكثر من أي وقت مضى، ولا يمكننا أن نحرمهم من ذلك بسبب إغلاق دور العرض”، نجاحا باهرا، مساهما في رفع عدد مشتركي موقع “سوني بيكتشرز”، الأمر الذي دفع الأخيرة لتغيير كامل استراتيجيتها بالموقع فيما بعد.
وكان كورونا، قد تسبب أيضا في إلغاء موسم هوليوود، الذي تعود الأمريكيون على حضوره سنويا، للاستمتاع بأفضل الأفلام التي أنتجتها السينما في السنة، ما أسفر عن خسائر كبيرة، قدرت بـ 5.9 مليار دولار، وهو ما اعتُبر ضربة موجعة، خاصة أن استوديوهات هوليوود كانت تمني النفس بانتهاء الفيروس قبل الصيف، لتحقيق انطلاقة قوية عبر فيلم كريستوفر نولان، “تينت”، المخرج الذي اعتادت أفلامه على حصد ملايين الدولارات.
تعليقات الزوار ( 0 )