شارك المقال
  • تم النسخ

في يومهم العالمي.. بأي مَعنى يُمكنُ الحَديثُ عن الاحتِفال باليَوم العَالميّ لِلرجُل؟

يرى الصديق الصادقي العماري، الباحث في علم الاجتماع، أنّ اليوم العالمي للمرأة يحظى بأهمية كبيرة لدى الجميع، خاصة دُعاة المدافعين عن القضية الحقوقية النسائية رجالا ونساء، بينما يمر اليوم العالمي للرجل في صمت وكأن هذا الكائن الإنساني يتمتع بالحقوق كاملة.

العماري يضيف في حديث مع موقع “بناصا”، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للرجل، أنّ الندوات والقاءات المحلية والوطنية والدولية تقام من طرف مراكز علمية وجمعيات تنموية وحقوقية، وربما ترفع توصيات للجهات المختصة للمزيد من الحقوق بالنسبة لليوم العلمي للمرأة، كما أنّ الإعلام الرسمي يخصص لهذه المناسبة حيزا زمنيا للإشادة بإنجازات المرأة ومدى مشاركتها في التقدم والتطور والانفتاح المطلوب، وخاصة المشاركة السياسية باعتبارها الأساس في تملك القرار وتمريره وتتبع تنزيله.

ويتساءل المتحدث ذاته، ماذا يعني للمغاربة الاحتفال باليوم العالمي للرجل؟ ولماذا لا تعطى الأهمية لهذا الاحتفال من طرف الجهات المسؤولة والجمعيات والمراكز العلمية؟ وهل هذا التعتيم مقصود أم بفعل عدم الحاجة لهذا الاحتفال؟ وإذا كان ولابد من الاحتفال والإشادة بإنجازات الرجل، هل سنوفيه حقه مهما ذكرنا منها؟ وهل فعلا أصبح الرجل اليوم مطالب بالدفاع عن حقوقه وكرامته الرمزية والمعنوية؟ وإذا سلمنا بذلك، وحسمنا بالحاجة إلى المطالبة بالحقوق، ما هي أنواع هذه الحقوق؟

الرجل في المجتمعات العربية، والدولة المغربية خاصة، يتمتع بمسؤولية شرعية ومجتمعية وقانونية تقع على عاتقه لضمان السلامة وحماية الحقوق والإشراف التام على الأسرة خاصة، وبذلك يُعدّ فاعلا أساسيا في المجتمع حتى وإن كانت المرأة تتقاسم معه بعض هذه المسؤوليات، لأنه في آخر المطاف المدان الأول أمام أي عارض من عوارض الحياة، ففي المتخيل اليومي ينعت دائما بهذا: “أنت الراجل” أو “أنا غير ولية”، غير أنه أمام المحاسبة يطالب بالمواساة والتقاسم بالرغم من أنه صاحب العصمة وصاحب  المواقف. والحديث هنا عن الظاهرة في عموميتها وليس في الحالات الخاصة التي لا يتحمل فيها الرجل مسؤوليته، وهل فعلا للرجل الفرصة الكاملة لتحمل هذه المسؤولية؟.

العماري يوضح بأن مسؤوليات جسام كان ولازال الرجل ينعت بها، غير أنّ الأوضاع في القرن الواحد والعشرين بفضل المتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والأيديولوجية، وبالتالي لا بد من إعادة ترتيب الأوراق والحسابات، هل نريد رجلا مسؤولا منذ البداية، والبداية هنا من عقد القران.

في نظرنا، المغرب اليوم يتخبط بين نارين، نار استمرار رمزية الرجل ومسؤولياته، ونار مشاركة المرأة وإدراجها في مسلسل التنمية والمشاركة السياسية. إذ لابد من القطع مع سياسات التماطل والخروج بطروحات حقيقية تحفظ للطرفين الحقوق والواجبات، ومن الضروري أن يتحقق ذلك لتجاوز حالات النزاع والصراعات التي تصنف ملفاتها بالمحكمات، ويتشرد على إثرها أسر وعائلات؟

الباحث في علم الاجتماع، أشار في الحديث ذاته، أنّ الرجل اليوم ليس في حاجة إلى احتفال في ما يسمى باليوم العالمي للرجل، وربما هذا هو السبب الذي جعله احتفالا على الورق، لأن الرجال يدركون جيدا قيمة ومكانة وجودهم الرمزي والمادي، وههم أحوج إلى الحفاظ على الكرامة، التي تعيد الاعتبار للرجل ودوره، فلا خلاف على دور الرجل ودور المرأة، لكن الخلل في تحديد المسؤوليات والوظائف الجديدة، هل هي وظائف يجب أن تنبني على قواعد الشرع والدين باعتبار المغرب دولة إسلامية؟ أم على المزج بين الدين والعرف؟ أو بناء على الدين ومدى قدرته للصلاحية لكل زمان ومكان؟

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي