احتفلت اليونسكو يوم أمس الاثنين 10 ماي الجاري، بأول احتفال باليوم العالمي لشجرة ‘’أركان’’، وسط استمرار مطالب الساكنة المحلية التي تتواجد بمناطق أركان، بوضع حد للهجمات المتكررة للرعاة الرحل على غابات أركان، والقضاء على ما تبقى من الشجرة النادرة، التي تصارع الجفاف.
وفي سياق الاحتفال العالمي بالشجرة، أكدت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، أودري أزولاي، على أن ‘’ شجرة أركان تأتي من أعماق التاريخ، والتي يتيح نظامها الجذري المتطور تعايشا فريدا مع المنطقة المختارة حيث تنمو، حيث أن جذورها هي أفضل حصن ضد تآكل التربة، وزحف الرمال، وهي الدعامة التي تجعلها تتحمل الجفاف والرياح، كما أنها متواضعة جدا من حيث استهلاك المياه وتنتج ثمارا ذات خصائص فريدة”.
وأضافت المتحدثة، التي كانت حاضرة عبر تقنية الفيديو، أن ‘’شجرة أركان غزت العالم، وتحمل دلالات عميقة، أبرزها العمق التاريخي للشجرة وارتباطها بالنساء والأرض، حيث مرت عملية استخراج الزيت من شجرة أركان عبر قرون، والتي أصبحت اليوم تستعمل في الطب التقليدي أو الطبخ بطبيعة الحال، ولكن أيضا بشكل متزايد في صناعة مستحضرات التجميل’’.
ويأتي الاحتفال بعدما تقدم المغرب، باقتراح، اعتماد يوم 10 ماي يوما عالميا للشجرة، حيث تمت الموافقة على الاقتراح بالإجماع من قبل الدول الأعضاء، بنيويورك يوم 3 مارس السنة الجارية، ليتم الاحتفال يوم أمس الاثنين 10 ماي، أول احتفال عالمي بالشجرة.
وفي ذات السياق، توصل منبر بناصا، بتصريحات متفرقة من ساكنة مناطق تواجد شجرة أركان، أكدوا من خلالها، على أن ‘’شجرة أركان، أصبحت اليوم تتعرض لتهديد حقيقي يتمثل في الرعي الجائر، وتوافد عدد كبير من الرعاة الرحل اعلى المنطقة، مما يتسبب في القضاء على ما تبقى من الشجرة في جبال سوس وحاحا’’.
وفي تصريحه لـ منبر بناصا، قال عضو تنسيقية أكال للدفاع عن حق الساكنة في الأرض، جمال حور، إن ‘’أراضي ساكنة سوس تتعرض للاغتصاب من قبل ما وصفهم بـ’’عصابات الرحل’’ الذين يهجمون على أراضي الساكنة، و يحولون الأراضي المزروعة والأشجار المثمرة إلى أراضي قاحلة’’.
ويضيف ذات المتحدث في تصريحه لـمنبر بناصا، أن علاقة الرحل بالساكنة تاريخية، و لم تكن يوما عداوة الا في السنوات الأخيرة، بعدما خالف الرعاة القوانين العرفية التي تنظم الرعي بالمنطقة، حيث كان (الرعاة) في القديم يلتزمون بالقانون العرفي الذي يؤكد على ضرورة احترام المحاصيل الزراعية للساكنة، و الاكتفاء بالرعي مباشرة بعد انقضاء موسم الحصاد’’.
وأكد ذات المتحدث على أن المواجهة التي تكون بين الرعاة الرحل و الساكنة المحلية المدافعة عن أرضها، غالبا ما تخلف ضحايا واعتقالات، في صفوف الساكنة المحلية، مما ينذر بكارثة ومستقبل غامض في ظل غياب أي مبادرة من شأنها وضع حل لهذه الممارسات التي تهدد الساكنة وشجرة الأركان الذي تم تصنيفها كتراث إنساني من قبل اليونيسكو’’.
تعليقات الزوار ( 0 )