Share
  • Link copied

في فلسفة البلاغة العربية: حفريات في البنية المعرفية والوظيفية عند ابن البناء المراكشي

صدر عن مركز ابن غازي للأبحاث والدراسات الاستراتيجية، دار نشر المعرفة كتاب متميز للدكتور عبد الحق دادي، تحت عنوان” في فلسفة البلاغة العربية : حفريات في البنية المعرفية والوظيفية عند ابن البناء المراكشي”.

والكتاب الذي تربو صفحاته عن مائتين وتسعين صفحة من الحجم المتوسط، قام بتقديمه الدكتور إدريس مقبول، وهو دراسة علمية عميقة سعت لتفكيك الأنساق الفلسفية البلاغية عند ابن البناء المراكشي؛ بمحاورها الأساسية المشكلة للصورة البلاغية، وهي البديع والبيان والفصاحة، الوارفة البناء الخصيبة العطاء والمحكمة المنهج.

لم يدخر الدكتور عبد الحق دادي جهدا في سبر أغوار هذه المادة البلاغية وما اكتنفته من مقتضيات عقلية ونقلية من خلال مساءلة الأسس والدعائم المنطقية والرياضية والفلسفية واللاهوتية، والتي استند إليها جميعا في تأكيده أن ابن البناء نجح في تأسيس مقاربة جديدة للقول البلاغي، متجاوزا المدرسة البيانية التي اعتمدت على البسط اللغوي واستخراج الأوجه البلاغية اعتمادا على الذوق والنظر اللغوي، ومحيلا بذلك على المدرسة المنطقية الجديدة التي حاولت أن تجد مدخلا مغايرا لاستخراج الأوجه البلاغية، فكان المنطق والرياضيات، وسيلتين هامتين، قامتا مقام البسط والتفصيل”.

انبرى وتصدى صاحب الكتاب لمهمة جسيمة تمثلت في تحليل كليات الفلسفة البلاغية العربية من خلال عملية متقنة رام فيها دراسة جزئيات النص البلاغي عامة والنص القرآني على وجه الخصوص، فصاغها جميعا على هيئة فصول ومطالب ومباحث، حيث أقام دراسته على ركح ثلاثي من الدعائم المعرفية المحددة لمنظومة القيم المؤسسة للنظرية النقدية و كذا الدعائم المنهجية، إضافة إلى نسق العلاقات المقصدية، والتي انتظمت جميعا في بابين أساسين أحدهما مخصص لتحليل البنية المعرفية والآخر للبنية الوظيفية.

إن المطلع على هذا الكتاب المتفرد في مجاله، لا يسعه إلا أن يقف مشدوها  أمام مجهود علمي ومعرفي متميز،  بذله الدكتور عبد الحق دادي، فكشف من خلاله على عقلية فذة ووجدانيات راسخة أصيلة.

Share
  • Link copied
المقال التالي