Share
  • Link copied

في ظل غزو روسيا لأوكرانيا.. التوتر المغربي الجزائري يهدّد بمفاقمة أزمة الطاقة بأوروبا

يهدّد استمرار التوتر بين المغرب والجزائر، بمفاقمة أزمة الطاقة التي تعانيها أوروبا، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، والعقوبات الاقتصادية التي أشهرتها عدد من الدول في وجه موسكو، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى غشهار ورقة الغاز، والتهديد بقطعه على عدد من دول القارة العجو.

ووصفت جريدة “إل إسبنيول”، التوتر الجزائري المغربي، بأنه “الجليد الذي يزيد من تفاقم أزمة الطاقة في أوروبا”، موردةً تقرير لها، أن الصراع بين البلدين يحتدم، حيث يستعد الجيش الجزائري لإجراء مناورات عسكرية واسعة النطاق على الحدود الغربية المحاذية للمغرب، فيما قام الأخير، بتعزيز أمنه في الشرق، عبر إنشاء منطقة عسكرية جديدة.

وأوضحت أن هذا السيناريو، “قد يعقد أزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا مع الغزو الروسي لأوكرانيا، ويمكنه أن يتسبب في تقلب كبير في الأسعار”، مسترسلةً أن الجزائر تعتزم إجراء مناوراتها العسكرية، التي لم تحدد موعدها بعد، في المنطقتين الثانية والثالثة، وستكون بالذخيرة الحية، وستحضر وحدات قتالية برية وجوية وبحرية مهمة، وكذلك من الفروع العسكرية الأخرى.

ونقلت الصحيفة الإسبانية، عن بوابة “أفريكان ريبورت”، قولها إن المغرب والجزائر، يخوضان سباق تسلح بسبب تصاعد التوترات، محذرةً من أنه على الرغم من أن الرباط تريد الابتعاد عن أي صراع محتمل، إلا أن الاجتماعات المستمرة بين الجزائر وروسيا، جنبا إلى جنب، مع العمليات العسكرية المنفذة بشكل مشترك، جعلت المغرب يتفاعل.

واسترسلت “إل إسبانيول”، أن المشكلة هي أن أوروبا تريد استبدال الغاز الطبيعي الذي يأتيها من روسيا، أو على الأقل تقليل اعتمادها على بوتين قدر الإمكان، متابعةً أن الدولة الأوروبية الآسيوية تعد أكبر مصدر في العالم بـ 260 مليار متر مكعب سنويا، وأيضا فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، فهي تصدر إليه 160 مليار متر مكعب سنويا، أي أكثر من ثلث إجمالي الواردات الأوروبية.

لهذا السبب، تقول الصحيفة، تمثل الجزائر والعلاقات مع المغرب تهديدا حقيقيا لخطط أوروبا لتوسيع تدفق الغاز من جنوب القارة إلى شمالها، مبرزةً أن إغلاق خط أنابيب الغاز بين المغاربي الأوروبي (GME)، ترك إسبانيا، التي تعتبر أكبر مستفيد من الغاز الجزائري، تعتمد فقط على قناة إمداد من خط أنابيب غاز “Medgaz”، الأنبوب الذي يتصل بشبكة التوزيع من ألميريا، بالإضافة إلى النقل عبر السفن.

وأبرزت، أنه في الوقت الحالي، أي فشل محتمل في هذه القناة، أو نزاع مسلح، سيكون له عواقب وخيمة على نظام الطاقة الإسباني والأوروبي، متابعةً أن شركة “سوناطراك” الجزائرية، أعلنت قبل أسبوعين، أنها مستعدة لتوريد المزيد من الغاز إلى أوروبا، ليس فقط لضخ غاز إضافي إلى الاتحاد الأوروبي عبر “ميدغاز”، ولكن أيضا عبر خط أنابيب “ترانسميد” الذي يربط الجزائر بإيطاليا.

يشار إلى أن النزاع العسكري بين روسيا وأوكرانيا، سيتسبب في ارتفاع كبير في أسعار الطاقة المرتفعة بالفعل في أوروبا، حيث يؤكد خبراء، أن هذه الزيادة ستصل إلى 30 في المائة على الأقل، بحلول نهاية سنة 2022، مقارنة بالوضع قبل الحرب.

Share
  • Link copied
المقال التالي