Share
  • Link copied

في ظل جائحة كورونا.. هذه دوافع التأجيل غير المسبوق لاحتفالات عيد العرش

على بعد أيام معدودة من عيد العرش الذي يصادف 31 من يوليوز الجاري،  وقد أمر الملك محمد السادس بتأجيل جميع الأنشطة والاحتفالات والمراسيم، التي كان من المرتقب إقامتها تخليدا لهذه المناسبة الوطنية، نظرا للتدابير الاحترازية المتخذة في إطار حالة الطوارئ الصحية بالبلاد، والتي فرضتا جائحة كورونا وهو تأجيل غير مسبوق.

قرار التأجيل

وتقرر بذلك تأجيل حفل الاستقبال الذي يترأسه الملك، بهذه المناسبة، وحفل أداء القسم للضباط المتخرجين الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية، وحفل تقديم الولاء لأمير المؤمنين، وكذا طواف المشاعل الذي ينظمه الحرس الملكي، وكل الاستعراضات والتظاهرات التي يحضرها عدد كبير من المواطنين.

وأورد بلاغ وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة أن الملك، محمد السادس، سيوجه خطابا إلى الشعب في 29 من يوليوز الجاري، وسيترأس حفل استقبال رمزي  في 30 من الشهر الجاري، بمناسبة الذكرى 21 لتوليه العرش.

قصة عيد العرش

تعود قصة عيد العرش ف لعام 1933، أثناء الاحتلال الفرنسي للمغرب وكان صاحب الفكرة محمد الصالح ميسة، مدير مجلة “المغرب” التي كانت تصدر من الرباط آنذاك. ويقال أيضا إن محمد الحسن الوازاني مؤسس حزب الشورى والاستقلال عام 1946، في كتابه “حياة وجهاد”: إن فكرة الاحتفال بذكرى تولية السلطان محمد بن يوسف خلفا لوالده السلطان المولى يوسف راجت لأول مرة بواسطة محمد صالح ميسَّة، وإليه يرجع التفكير في هذه المبادرة.

منذ عام 1934 أصبح الاحتفال يأخذ طابعاً رسمياً ومؤسساتياً وفي هذا السياق يقول مستشار الملك الراحل الحسن الثاني عبد الهادي بوطالب: “عيد العرش الذي فرض الشعب المغربي على الحماية الفرنسية إعلانه عيداً قومياً أصبح عيد تحدٍ للوطنيين للاستعمار الفرنسي، الذي أخفق في محاولة عزل السلطان عن شعبه ورعيته، مثلما فشلت تدابير قمع هذا الاستعمار في محاولة إقبار الحركة الوطنية في مهدها”.

عيد رسمي

وبذلك ظهر عيد العرش وتواصل سنويا كعيد رسمي تتزامن ذكراه مع تولي الملك الجديد العرش، ففي زمن محمد بن يوسف (محمد الخامس) كان عيد العرش يوم الثامن عشر من نونبر، وفي عهد الملك الحسن الثاني كان يوم الثالث من مارس، والآن في عهد الملك محمد السادس يوم الثلاثين من يوليوز.

أصالة ومعاصرة

ويبايع الشعب الملك في ذكرى العرش مجدداً في ظل طقوس متعارف عليها ويُجمع عليها الشعب، طقوس واحتفالات تجمع ما بين الأصالة والمعاصرة وما بين الملوكية السياسية ومكانة الملك كأمير للمؤمنين كما ينص الدستور. كما يُعتبر خطاب عيد العرش أهم مناسبة ليصارح الملك الشعب بأوضاع الوطن ويتم تقييم ومراجعة للمرحلة السابقة، وفي كثير من الحالات يمارس الملك النقد لسلوك الحكومة وبقية المؤسسات العامة ويضع الخطوط العريضة للإستراتيجية المطلوبة للمرحلة القادمة في كافة المجالات ويترك للحكومة السير على هداها.

سابقة الإلغاء

ولم يسبق أن ألغي الاحتفاء بعيد العرش باستثناء فترة الحماية بين 1953 و 1955 جرّاء إقالة السطان محمد بن يوسف ونفيه في 20 غشت وتعويضه ببنعرفة، وهي الفترة الوحيدة التي لم يتحفل  المغاربة بعيد العرش رسميا وتم إلغاءه نظرا لغياب السلطان الشرعي للمغاربة ورفضهم السلطان الذي فرضه المستعمر.

في عهد محمد السادس

وسبق للملك محمد السادس أن عبّر عن تمسكه بالطقوس الملكية المتبعة في البلاد، إذ قال في حوار سابق لمجلة “باري ماتش” الفرنسية عام 2004، بأن “البروتوكول الملكي إرث ثمين من الماضي”،وأبدى مبدياً حرصه على “المحافظة على هذه الطقوس، فالتقاليد البروتوكولية تمثل جزءاً لا يتجزأ من كياني”.

إلا أنه في عهد محمد السادس  تم تخفيف بعض مظاهر الاحتفاء بشخص الملك، وإلغاء الأغاني المحتفية بهذه المناسبة وإلغاء إجبارية الاحتفالات القسرية التي كانت تقام، مع بقاء الطابع الرسمي للاحتفاء.

التأجيل أمر طبيعي

ونظرا لإلغاء جميع الاحتفالات بما فيها الاحتفالات الصغرى التي تشكل نقط تجمع أو تجمهر بشري كالأعراس و حفلات الختان وغيرها.. فمن الطبيعي أن يقع نفس الأمر بالنسبة لاحتفالات عيد العرش تماشيا مع التدابير الوقائية التي تفرضها جائحة كوفيد-19.

Share
  • Link copied
المقال التالي