شارك المقال
  • تم النسخ

في خضم الأزمة مع إسبانيا.. المغرب يستعرض عضلاته.. وهذه رسالته للعالم

يتحرك المغرب على جنبات البحر الأبيض المتوسط، ويشدد الحبل مع إسبانيا، وتنتقد خارجيته تدخل البرلمان الأوروبي في ملف يعتبرونه مرتبط باتفاقيات أممية، وفي الوقت نفسه، يفتخر بالقوة العسكرية والدعم الدولي في سياق “المناورات الضخمة” التي تضم ما يقرب من 8000 جندي.

بهذه المقدمة استهلّ الكاتب الصحافي الإسباني غونزالو أرالوس، المختص في قضايا الأمن والدفاع والشؤون الداخلية، مقالا له في صحيفة “vozpopuli”، الذي حاول أن يفكك شفرات مناورات “الأسد الأفريقي” قائلا: إن “المملكة المغربية توجه رسالة عالمية مفادها أن دورها يتزايد في الاستراتيجية الجيوستراتيجية للمنطقة وأنها ستبقي على جميع مطالبها سارية المفعول”.

وأوضح المصدر ذاته، أنه نادرا ما أدت المناورات العسكرية المشتركة ين الدول إلى هذا الانتشار الواسع الذي حظيت به مناورات “الأسد الإفريقي 2021” من خلال الصور والأحداث الدعائية التي يتم بثها على الشبكات التواصل الاجتماعية، علاوة على الاجتماعات رفيعة المستوى واستقبال فرق من دول أخرى مع مرتبة الشرف من الدولة.

وشدّد غونزالو، على أن المغرب يحافظ على نبضه مع إسبانيا، وفي الوقت ذاته يبعث برسائل قوية وواضحة وهي أن الأزمة مستمرة ويحذر من أن “أوربتها” قد تأتي بنتائج عكسية”، حيث أن هذه التصريحات المتوترة تجمع بين استعراض القوة غير المسبوق وبين الدبلوماسية الهادئة.

ويعبر الحساب الرسمي للقوات المسلحة المغربية على تويتر، عن استعراض العضلات العسكرية في تمرين الأسد الأفريقي كدولة مضيفة، مصحوبة بمجموعة من الرسائل والصور التي تعكس القوة العسكرية، نظير نشر صور للعسكر في المواقع القتالية، أو الطائرات، أو العربات المدرعة، أو قاذفات الصواريخ بكامل طاقتها. وهي صور فوتوغرافية ومقاطع فيديو ورسوم بيانية توضح بالتفصيل كل التحركات المغربية.

كما أن المغرب يتباهى بأقوى الحلفاء، من خلال إرسال بعض التلميحات من جانب قوة الولايات المتحدة، التي اعترفت إدارتها، أخيرا، بالسيادة المغربية الكاملة على الصحراء المغربية، وهي خطوة، حسب المصدر ذاته، أساسية في إستراتيجيتها للسيطرة على المنطقة.

وتظهر الصور المذاعة في صفحة القوات المسلحة الملكية، على تويتر الانسجام الحاصل بين الرباط وواشنطن، ففي إحداها يمكن للمرء رؤية قيادتين كبيرتين لكلا البلدين تشرفان على خريطة البحر الأبيض المتوسط ​​مليئة بالإشارات إلى الانتشار العسكري، وكل هذا تحت صور وقيادة الملك محمد السادس.

https://twitter.com/MoroccanArmed/status/1401999769015312393?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1401999769015312393%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.vozpopuli.com%2Fespana%2Fmarruecos-militar-espana.html

وينعكس التعاون بين القوات المغربية والأمريكية على أرض الواقع، وليس من المستغرب أن تحافظ واشنطن على اهتمام متزايد بالتعاون الثنائي مع الرباط باعتباره المحور الذي يمكن من خلاله التعبير عن سياستها الدفاعية في أفريقيا.

وهناك أيضا تلميحات مستمرة إلى الوسائل التي تنشرها دول أخرى ذات وزن كبير للعلاقات الدبلوماسية المغربية، مثل فرنسا: “صور التدريبات البرية الجوية المشتركة بين القوات المسلحة المغربية والفرنسية”، كما جاء في التغريدة التالية:

ويرى صاحب المقال، أنّ هذه المشاهد تتناسب مع سياسة المغرب في إعادة التسلح، ففي عام 2017، وقعت المملكة خطة خمسية بقيمة 22 ألف مليون دولار، وفقا للبيانات التي قدمها معهد الأمن والثقافة، فإن الرباط تهدف إلى ترسيخ نفسها كقوة عسكرية عظمى في شمال أفريقيا.

وأضاف المصدر ذاته، أنه ليس من المستغرب أن وثيقة معهد الأمن والثقافة الإسباني، التي كشفت وأعربت عن قلقها على السيادة الإسبانية في نقاط مختلفة تقع في مضيق جبل طارق، نظير الجزر والبينيونات التي يطالب بها المغرب.

وخلص الكاتب الصحافي الإسباني غونزالو أرالوس، إلى أنّ الأزمة بين الرباط ومدريد ليس لها أي أمل في حلها على المدى القصير، على الأقل في هذه اللحظة، لاسيما مع لعبة شد الحبل بين البلدين، حيث يتباهى المغرب بالقوة العسكرية والدعم العسكري الأمريكي في أكبر مناورات أجريت على مستوى القارة الإفريقية.

شارك المقال
  • تم النسخ
المقال التالي