حرب سيكولوجية غير مسبوقة تشهدها المنافسة الشرسة بين المنافسين على رئاسة مجلس جماعة سيدي قاسم، بين عبد الله الحافظ عن حزب الاستقلال، شقيق الرئيس السابق محمد الحافظ، وبنعيسى بنزروال عن حزب الأصالة والمعاصرة، إلى حدود اليوم فكل حزب بما لديهم من لوائح فرحين ومستبشرين بالظفر برئاسة البلدية خلال الخمس سنوات القادمة.
أنصار الحافظ يتحدثون بلغة اليقين، ويمنون النفس أن الميزان سيقود البلدية للمرة الثانية على التوالي، يقيسون كلامهم بـ”الميزان” الذي اتخذه الحزب شعارا بالرغم من أن “التعادلية” خانت صاحبهم وتحزبت لكلا المنافسين معا، وحصل كلا الحزبين على ستة أعضاء.
أنصار الحافظ نظروا إلى الميزان الذي يوزن به الذهب، فطمعوا أن يزنوا به الأعضاء، وهذا غير جائز في لغة السياسة، ولا يعني أن الميزان في أحكامه غير صادق، لكن للعقل السياسي حد لا يقف عنده ويتعدى طوره، وهكذا لا يزال القوم يكابرون ويفاخرون أن الرئاسة ستكون من نصيبهم.
في مقابل ذلك فإن التراكتور الذي حرث الحقل السياسي بالمنطقة، بدون أسمدة ولا قلب، وضع المحراث في البيدر واستعان بالحاوية لجني الغلة، ويقول للخصم: “فاتك الغرس قبل مارس”!
فمن يظفر برئاسة البلدية؟
إنها حرب نفسية يمارسها كل طرف على حدة، أنصار الحافظ يقولون لساكنة المدينة بأن الرئاسة قد تم حسمها لصالحهم، في حين أن بنعيسى بنزروال ينهج في حربه النفسية على السر والكتمان، في انتظار الضربة القاضية، فهو لا يخرج للإعلام، ولا يعطي تصريحات، فهو مطمئن إلى الأغلبية التي حازها منذ اليوم الأول من الإعلان عن النتائج.
كما أن بنعيسى بنزروال لم يقدم ترشيحه للتباري على رئاسة المجلس إلى حدود الساعة، وهي مفارقة غريبة جعلت المتابعين بل حتى أنصاره المقربين جزعين بالرغم من ثقتهم بزعيمهم من تقديم ترشيحه للظفر بمنصب الرئاسة، وهو ما يعني أن بنعيسى يمعن في إنهاك خصمه نفسيا وماديا و”روحيا” !
من يفوز برئاسة الجماعة؟ هل بنعيسى أم عبد الله؟
بنعيسى لم يعد إلى المدينة للتباري ليخسر، والدليل أنه حصل على الأغلبية منذ اليوم الأول، ولا غرو في ذلك أن يراه خصمه الحافظ مثل جهنم التي تقول : “هل من مزيد”، ويخشى على نفسه من الفتية من الأقلية المنظمة الذين آمنوا به كيلا يبتلعها بنزروال كلما حان الحين !
إنها الضربة القاضية التي ستطيح بالخصم بعد عملية الإنهاك بين “التراكتور” والميزان” بعد أيام، وستتلوها نكسة سياسية وهزيمة مذلة ستكون تداعياتها النفسية والسيكولوجية والاجتماعية والسياسية لا توزن بـ”الميزان” ولا يحملها “التراكتور” .. ويحملها الخصم السياسي المهزوم.. إنه كان ظلوما جهولا !!
تعليقات الزوار ( 0 )