في الوقت الذي يعاني فيه المغاربة مع لهيب أسعار عدد من المواد الاستهلاكية، التي وصلت إلى مستويات قياسية، منها الطماطم، عرفت صادرات الأخيرة نحو الاتحاد الأوروبي وإسبانيا، ارتفاعاً كبيراً في العقد الأخير.
وكشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، أنه منذ دخول اتفاقية الشراكة الجديدة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب حيز التنفيذ، في العقد الماضي، تضاعفت واردات إسبانيا من الفاكهة والخضراوات من المملكة الإفريقية، بمقدار 4 أضعاف.
وأدى ارتفاع صادرات المغرب نحو أوروبا وإسبانيا، إلى تراجع مبيعات الأخيرة في الأسواق الخارجية، خصوصا بالنسبة للفلفل والطماطم، حيث تراجعت صادراتها من 900 ألف طن، إلى أقل من 700 ألف طن.
وساهمت هذه الواردات الضخمة من الفواكه والخضروات، القادمة من المغرب، في استقرار أسعار البيع بالنسبة للمستهلك الأوروبي، حسب الجريدة الإسبانية ذاتها.
مقابل ذلك، لم ينعكس تطور الصادرات المغربية الفلاحية نحو أوروبا، بشكل إيجابي على المواطنين، الذين ظلّوا يكتوون سنوياً، خصوصا في الأسابيع القليلة التي تسبق شهر رمضان، بنيران لهيب الخضر والفواكه.
ووصل سعر الطماطم إلى 14 درهماً في بعض المناطق، قبل أن يتراجع بشكل طفيف مؤخراً، الأمر الذي دفع العديد من الهيئات والنقابات لمطالبة الحكومة بالتدخل العاجل، معتبرين بأن هذا “اللهيب” سيؤثر على السلم الاجتماعي.
ولمواجهة هذا الارتفاع، قامت الحكومة، بتفعيل دور اللجان المحلية والإقليمية لمراقبة تموين وأسعار المواد الاستهلاكية، غير أن الخطوة لاقت سخرية واسعة من طرف المغاربة، نظراً لتركيزها على أصحاب محلات البيع البسطاء.
واعتبر نشطاء أن الأولى بالمراقبة وضبط الأسعار، هم التجّار الكبار، وبائعو الخضر والفواكه بالجملة، لأن ارتفاع ثمن هذه المنتجات، يأتي من سوق البيع الأولى، وليس من آخر حلقة قبل وصولها إلى المواطن.
تعليقات الزوار ( 0 )