Share
  • Link copied

فلسطين طفلة صبية

رغم عمرها الطويل

لا تشيخ

رغم مرور الأيام والشهور والسنين.

يعبر على ترابها العابرون

ويمر  عليها المارون

يتأملون جمالها الأخاذ

ووجها الصبوح

وهي تفتل على جنبات الطريق

 ظفائر شعرها الليلكي الطويل .

والسراق  ينتظرون غفوتها

وهي ساهرة

تعد النجوم المتلألة في السماء.

لا تأخدها سنة أو نوم

وفي كل فجر  صادق.

 يقبل صلاح الدين يديها الصغيرتين

ويمسح رأسها وما علا من عرق على الجبين

كل يوم تدفن عرائسها

وتودع أبطالها  وشهداءها بعكا 

ونابلس وجنين.

سحبها تمطر بدل الماء دم الشهداء

فينبت في ترابها بدل الشهداء شهداء

وينتصر الدم المتفجر انهار ا على الدبابة والبندقية

وقدس الأقداس شاهدة تحكي بطولات الخالدين.

وهلاك المغتصبين الفانين.

وعلى مر التاريخ سجلت

في دفاترها بأقلام ملونة

 زوال الغرباء المحتلين.الغاصبين

من التتار المغول الى الصليبين

الى قطيع الليل لصوص التاريخ

الإسرائيليين من كانوا في الشتات تائهين

من السبي البابلي هاربين

تجني الزيتون من جبال الجليل

وتعلو الترانيم من كنائسها

والتكبيرات من قبة الصخرة

ومآذن القدس

رخيمة بأشجان عند الأصيل

وبهديل الحمائم القدسية .

كأنها ترتل أيات التنزيل

يشرب فيها العطشى

من نبع انهارها الصافية

وسواقيها ونافوراتها  الرخامية

مياها كأن مزاجها زنجبيل.

فلسطين الحبيبة

آيات ملائكية

 طفلة صبية غجرية

لا تمل من النظر اليها العيون.

ولا يأبه شيوخها ليد المنون

حجرها يتكلم اللغة العربية الفصيحة

ويقول لأهله هذا  قاتل سادي  مجنون

وأحيانا يتسامر  الحجر ويسهر على ضوء القمر

  وأحيانا يهجم على المحتل

كطير الأبابيل.لا يبقي ولا يدر

 ترمي أبرهة بحجارة من سجيل

فالاحجار بعضها من بعض كالأخلاء يوم الدين

ورياحها  تغني بهز أغصان الأشجار

فتصدر أصوات الحنين

بناي الأنين

فلسطين. صبية أبية

 تغزل الصوف بغزة 

تجري  وراء الفراشات في الخليل.

ولا تبالي برحيل الأحبة عنها

فهم لابد راجعون

يغادرون  وكلهم اشتياق إليها

في سفرهم الطويل

لأنها تسكن أفئدتهم

 وتسيطر  على قلوبهم والعقول.

لا تعرف الحقد

بريئة

وظلم ذوي القربى عندها كله مجرد ظنون

تغفر الخطايا

وتفتح ذراعيها لأخوانها عندما يعودون .

ولا تلوم من تركها وحيدة

تحت إكراه كسرى بالفرس

أو ضغط قيصر بالروم .

لأنهم يحبونها وتحبهم

رغم الدخان المنبعث من الرماد

ورغم الضباب الكثيف والغيوم .

لم تخف منذ البدء من خناجر الأعداء

ولم تخش القذائف و الرصاص،

لأنها عصية على الموت

فجسدها  جسد الخالدين

يمر المحتلون ويمضون

وتظل الأجراس مكانها

ترن في كل صلاة عبر الدهور .

والمآذن واقفة تصدح باسم الإله

آناء الليل وأطراف النهار

في كل العصور.

ترابها كان سريرا لمريم عند المخاض

ومهدا للمسيح عند الميلاد .

ومجمعا للأنبياء حين صلى بهم  الأمين

ليلة الإسراء والميعاد.

ومنها صعد في المعراج

إلى سدرة المنتهى

حيث تجلى له نور  رب العباد

فرأى ما لم يره بشر

 منذ الأزل على مر الآماد

ولم يقترب منه ملك

على مر الآباد .

فلسطين  ايتها الأبية الصبية .

بأزقتك عاش الدراويش والصالحون

والفجار والطالحون

سيشيخ أعداؤك ويندثرون..

وتبقين أنت كما أنت صامدة صبية أبية

Share
  • Link copied
المقال التالي