كشفت مجلة La Revue Afrique عن تدهور العلاقات الدبلوماسية للجزائر في القارة الأفريقية، خاصة بعد فشلها في الفوز بمقعد بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، مما يعكس تزايد عزلة البلاد على الساحة الأفريقية.
وفي حدث غير مسبوق، فشلت الجزائر، المرشحة الوحيدة عن منطقة شمال أفريقيا، في الحصول على المقعد المخصص للمنطقة في مجلس السلم والأمن الأفريقي، وذلك بعد أن لم تحصل على ثلثي الأصوات المطلوبة.
وأدى هذا الفشل إلى تأجيل التصويت، وهي المرة الأولى في تاريخ الاتحاد الأفريقي التي يتم فيها تأجيل انتخاب عضو بسبب عدم حصول المرشح الوحيد على الأصوات الكافية.
ووفقًا لتقارير نشرتها المجلة سالفة الذكر، فإن هذا الفشل يعكس تدهورًا ملحوظًا في مكانة الجزائر الدبلوماسية داخل القارة.
فبالإضافة إلى فقدانها الدعم التقليدي من العديد من الدول الأفريقية، تتزايد الاتهامات الموجهة إليها بدورها في زعزعة استقرار بعض الدول في غرب وشمال أفريقيا.
واستنادا إلى المصادر ذاتها، فإن هذه الاتهامات، التي كانت تُنسب في السابق إلى جهات أخرى، أصبحت الآن تُوجّه بشكل مباشر إلى الجزائر، مما أثر سلبًا على صورتها كدولة تسعى لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي تعليق لافت، قال صحفي إريتري، مؤسس صحيفة “Eritrea Digest”، والذي كان حاضرًا خلال الحدث، عبر منصة “X” (تويتر سابقًا): “في أفريقيا، لم يعد أحد يحب الجزائريين الآن”. وهذا التصريح، وإن كان يعكس رأيًا فرديًا، إلا أنه يلخص حالة الاستياء المتزايدة تجاه السياسات الجزائرية في القارة.
ويُعتبر مجلس السلم والأمن الأفريقي أحد أهم الأجهزة التابعة للاتحاد الأفريقي، حيث يلعب دورًا محوريًا في منع النزاعات وإدارة الأزمات في القارة.
وبالتالي، فإن فشل الجزائر في الحصول على مقعد بهذا المجلس ليس مجرد انتكاسة دبلوماسية، بل هو أيضًا إشارة إلى تراجع نفوذها في صنع القرارات المتعلقة بالأمن والاستقرار في أفريقيا.
ويأتي هذا الفشل في وقت تواجه فيه الجزائر تحديات داخلية وخارجية متعددة، بما في ذلك الأزمة الاقتصادية المستمرة والاحتقان السياسي الداخلي.
وعلى الصعيد الخارجي، يبدو أن سياسات الجزائر الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بملفات مثل ليبيا ومالي، قد أثارت استياء العديد من الدول الأفريقية، التي ترى أن الجزائر تسعى لتعزيز مصالحها الذاتية على حساب استقرار جيرانها.
تعليقات الزوار ( 0 )