Share
  • Link copied

فاعل جمعوي: سلامة اللغة عنوان الارتقاء بالذوق العام

اعتبر الكاتب العام للجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية بجهة فاس مكناس، عبد الحي الرايس، أن العناية بسلامة اللغة في الفضاء العمومي عنوان على التشبث بالهوية وتكريس التواصل والوحدة عبر أنحاء العالم العربي.

إن ميزة اللغة العربية، يضيف عبد الحي الرايس، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها ظلت رغم تتابع العصور، وتلاحق الأجيال محافظة على التراث، مقروءة ومفهومة لدى طلابها ومتعلميها ولو كانوا من غير العرب، على خلاف لغات أخرى قد يصعب على الأجيال اللاحقة فيها فهم ما دونته أجيالها السابقة.

ولاحظ الكاتب العام للجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية بجهة فاس مكناس، أن “ثمة استهانة ملحوظة بسلامة اللغة العربية واحترام ضوابطها عند كتابة أسماء المحلات، بل وبعض الإدارات، وكذا لوحات الإشهار، على نحو يبعث على الإشفاق، ويثير الانتباه”.

وقال مسؤول الجمعية إن مرد الأخطاء المتعددة في الكتابة بالعربية أو لغات أخرى على واجهات المحلات وغيرها، ربما يعود إلى تقصير في الرقابة، وغياب الاهتمام، إذ المفروض أن يعرض كل ما يطبع أو يكتب داخل الإدارات، أو في الفضاء العام، أو على واجهة المحلات على التدقيق والتحري والمراجعة حرصا على سلامة اللغة، واحتراما للذوق العام، وإسهاما في تداول لغة سليمة لدى عامة الناس، صغارهم وكبارهم على السواء.

وأوضح أن كثيرين -من غير ذوي الاختصاص- هم الذين يتأثرون بما يرونه مكتوبا أثناء العبور، فيحاكونه ويتأثرون به، والأطفال خاصة عند بداية تهجيهم وتعرفهم على الحروف يجدون متعة في تجريب القراءة والتعرف على المكتوب في الواجهات وعلى أبواب الإدارات والمحلات، وكذا على لوحات الإشهار، فينطبع في أذهانهم ويعتبرونه عين الصواب.

وأبرز المتحدث الدور المهم للمؤسسات المعنية بتدبير الشأن العام في دمج ما يكتب ويعرض في اللافتات، وعلى واجهة الإدارات والمحلات ضمن اهتماماتها وانشغالاتها، فلا تسمح بالترخص في التعامل مع اللغة أو الاستهانة بها لأي كان.

ولوقف نزيف الأخطاء في الكتابة باللغة العربية على واجهات المحلات ومختلف الفضاءات الثقافية والاجتماعية، اقترح كاتب الجمعية ضرورة حرص الجماعات الترابية على إدراج الاهتمام بالسلامة اللغوية ضمن معايير تسليم رخص الإحداث أو الاستغلال، واسترشاد المبدعين بالمشورة، وسهر دور النشر والمطابع على اعتماد مشورة مختص في اللغة للتثبت من سلامة ما يطبع وينشر.

وأضاف أن المتخصصين في اللغة، سيما أعضاء جمعيات المجتمع المدني الذين عبأوا أنفسهم لخدمتها والسهر على سلامة استعمالها وتداولها، يظلون رهن إشارة كل من مسترشد ومنتصح، بل هم “مدعوون إلى ممارسة القوة الاقتراحية والترافعية في التنبيه إلى ما تتعرض له اللغة من تشويه أو استهانة عند الكتابة والتعبير”.

ويخصص المنتظم الدولي في 18 دجنبر من كل سنة، احتفالية خاصة باللغة العربية تخليدا لـ “اليوم العالمي للغة العربية”، اختارت له منظمة الأمم المتحدة موضوع “اللغة العربية والتواصل الحضاري” للإحتفال به، ويعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجددا على الدور الهام الذي تؤديه اللغة العربية في مد جسور التواصل بين الناس على صهوة الثقافة والعلم والأدب ومجالا كثيرة أخرى.

Share
  • Link copied
المقال التالي