تأقلم نصف مواطني سيدي قاسم إن لم نقل معظمهم على التزود بالماء الشروب من عين الشكر القابعة ترابيا بجماعة زكوطة ،أو من عين صدين التابعة إداريا لمدينة وزان، أو من عين زمزار المطلة جبليا على حي الزاوية، وقد يتساءل البعض عن الدافع وراء إثقال جيب المواطن القاسمي بمصاريف إضافية، وعن السر وراء قطع هذه المسافات الكيلومترية من الطريق لأجل جلب ماء لساكنة تؤدي فواتير دورية لفائدة المكتب الوطني للماء الصالح للشرب؟
والجواب بكل بساطة يتعلق بجودة مياه هذه العيون القابعة بعيدا عن تراب الجماعة والذي يتميز بخفته ومذاقه وسهولة هضمه، مما يجعل ساكنة المدينة تصطف وراء ناقلات الماء للتزود بماء الشرب.
ويزداد الإقبال بقوة في فصل الصيف الذي يعرف ارتفاعا متزايدا في استهلاك ماء هذه العيون السالفة الذكر كماء عين صدين،لدرجة أصبح معها تسوق الماء أمرا ضروريا إلى جانب المقتنيات الاستهلاكية الأساسية الأخرى،وإذا نحن عدنا إلى تاريخ الماء بالمدينة فإننا سنجد تحسنا ملموسا لم يصل إلى مستوى انتظارات الساكنة التي لازالت تعاني من مشكل حلاوة الماء وخفته رغم توفر منطقة الغرب على فرشات مائية عذبة ومهمة تستطيع تزويد المدينة بمياه عذبة للشرب والتي بمقدورها محو صورة البراميل التي يضعها أصحابها رهن إشارة المتزودين من المواطنين الذين يتوافدون على نقط بيع الماء ،وهم يحملون في أياديهم قنينات أو براميل صغيرة لشراء ماتيسر من الماء أو الجولات التي يقوم بها تجار الماء بأحياء المدينة في ظروف تفقتر الى السلامة الصحية ،لدرجة أصبح الماء تجارة تذر على أصحابها عائدات مالية مهمة في نقط البيع بالأحياء والأسواق،لذا نطرح السؤال على علماء الماء لنقول لهم ،هل لازلتم لم تجدوا الوقت لتفكروا في مناقشة إشكالية الماء بسيدي قاسم،علما أن بعض الضيعات الفلاحية القريبة من تراب المدينة تتوفر على آبارمهمة تروي عطش آلاف الهكتارات من أشجار الفواكه بماء حلو وجيد وبصبيب يشتغل بمحركات ذات الدفع الرباعي العالي.
إن إشكالات التزود بالماء الصالح للشرب بمدينة سيدي قاسم تعد جزءا لا يتجزأ من سياسة الامبالاة التي تعيشها هذه المدينة التي حباها الله بموقع استراتيجي مهم بجهة الغرب ،مرارة يتجرعها المواطن القاسمي وتؤدي فاتورتها مدينة شاءت الأقدار أن تتهاوى حتى في جودة ماء الحياة كما تتدحرج الصخرة من أعلى جبل عين بودرى، وذاكرة المدينة لن تنسى ذلك الزمن القاسمي الجميل التي سطعت فيه المدينة في كل المجالات سواء الرياضية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، لكن كم كانت عجلة التاريخ قاسية مع هذه المدينة التي أبت إلا أن تأكل أبناءها البررة الذين يتطلعون إلى مدينة تأخذ نصيبها من التنمية الاجتماعية والاقتصادية التي عرفتها مدن مجاورة كانت بالأمس تعيش في زمن البداوة وأصبحت اليوم قبلة للقاسميين وكأننا بصدد نزوح جماعي لا شعوري خارج تراب باتيجا.
تعليقات الزوار ( 0 )