Share
  • Link copied

عيد الأضحى يبعث الحياة في قطاعات موسمية بفاس

يسابقون الزمن مع أول نسمات شهر ذي الحجة، لنصب الخيام ليس لقضاء العطلة الصيفية، بل لاغتنام فرصة حلول عيد الأضحى من أجل تنشيط الحياة الاقتصادية، ولو في ظروف تتسم بالحيطة والحذر من فيروس كوفيد-19.

ويحل العيد في ظروف مناخية تتسم بارتفاع في دراجات الحرارة، كما يتزامن مع استعدادات الأسر لشد الرحال لقضاء فترة العطلة الصيفية بعد أيام قليلة من إعلان نتائج امتحانات الباكالوريا الاستدراكية، ومع اقتراب انتهاء الإمتحانات الجامعية مع نهاية الشهر.

وبمدينة فاس انطلق العد العكسي لإستقبال يوم عيد الأضحى، بأمل في إحياء هذه الأجواء الدينية والاجتماعية بهوامش حركة أوسع من تجربة العام الماضي التي خيمت عليها قيود احترازية مشددة.

ويختار مجموعة من الباعة والتجار المتخصصون في بيع الفحم النباتي والتبن وأعلاف أضاحي العيد، أماكن نصب خيمهم بعناية لتكون في مرمى بصر المارة.

ويعرض الباعة خاصة في الأحياء الشعبية منتوجاتهم من الفحم النباتي الذي تستعمله معظم الأسر من أجل شواء اللحم، وإعداد أطباق شهية من الأطعمة التقليدية التي تملأ نكهاتها البيوت والأزقة.

ويقضي معظم باعة الفحم النباتي والتبن يومهم وسط خيامهم في سباق مع الزمن لترويج أكبر قدر من المنتوج الذي يقل الطلب عليه مباشرة بعد انصرام عيد الأضحى. وتتحول خيام الباعة إلى أشبه بمنازل مؤقتة بالنسبة إليهم، قصد تحصيل عائدات مجزية تعينهم على أعباء وتكاليف الحياة الصعبة، خصوصا في زمن كوفيد الذي أثر اقتصاديا على شرائح واسعة، خصوصا منهم مهنيو القطاع غير المهيكل.

وتشكل مناسبة عيد الأضحى لبعض الشباب فرصة لخلق فرص شغل موسمية، من خلال عرض بعض المنتوجات من الفحم النباتي والأعلاف والتبن والأواني البلاستيكية للبيع بأثمنة مناسبة، وسط أزقة الأحياء الشعبية.

ويقصد سكان فاس أحياء شعبية من قبيل اعوينات الحجاج، باب الفتوح، المدينة القديمة، بنسودة…قصد اقتناء مستلزمات عيد الأضحى من أوان معدنية وبلاستيكية وخزفية، بالإضافة إلى اقتناء المجامر والسكاكين.

ويعرض بعض الشباب خدمات شحذ السكاكين على العجلات الحجرية، لتيسير عملية ذبح أضحية العيد وتقطيع اللحم.

وتخصص مجموعة من الأسواق بالعاصمة العلمية لبيع أضاحي العيد، من بينها سوق كبير بمقاطعة “زواغة”، بالإضافة إلى أسواق صغيرة متفرقة ومحلات خاصة منتشرة بالمقاطعات الست بالمدينة، يقبل عليها المواطنون لتفقد جودة الأضحية وسعر البيع قبل حجزها أو اقتنائها.

وتعكس مناسبة عيد الأضحى الطابع الإجتماعي القوي الذي يعزز قيم التلاحم والترابط الأسري، مما يفرض على العديد من المواطنين الذين يقيمون بعيدا عن أسرهم الحصول على عطلة خاصة والتنقل لمنزل الأسرة من أجل اقتناص لحظات الفرح وتقاسم البهجة مع الأحبة الذين تفرق بينهم سبل الحياة.

Share
  • Link copied
المقال التالي