وضعت عودة إسرائيل إلى الاتحاد الإفريقي، لتكون عضواً مراقباً، لأول مرة منذ سنة 2002، الجزائر في ورطة حقيقية، بعد أن خاضت حملة إعلامية واسعة ضد المغرب، عقب اتفاق استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب، مجددةً رفضها المطلق للصهاينة ولأي اقتراب من حدودها، وهو ما جعل مسؤولي المرادية يحاولون البحث عن مخرج وتخفيف الأضرار المحتملة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنه ولأول مرة منذ 2002، قدم سفير إسرائيل لدى إثيوبيا، ألين أدماسو، أوراق اعتماده كمراقب لدى الاتحاد الإفريقي، الذي يعتبر أكبر منظمة في القارة السمراء، ويتكون من 54 دولة، وذلك في إشارة إلى عدم اعتراف تل أبيب بالجمهورية الوهمية لجبهة البوليساريو الانفصالية، وهو ما يمثل تهديداً محتملاً لتواجد “جماعة الرابوني” داخل المنظمة.
واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، أن هذا اليوم، يعتبر احتفالا بالعلاقات مع القارة الإفريقية، وإنجازاً دبلوماسيا وإعادة للعمل المتواصل من قبل وزارة الخارجية وإفريقيا، وسفارات إسرائيل بالقارة، مشيراً إلى أن هذا القرار يصحح الشذوذ الذي كان حاصلا لما يقارب عقدين من الزمن، إضافة لكونه “جزءاً مهما من تعزيز نسيج العلاقات الخارجية لتل أبيب”.
وأوضح رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية، أن هذه الخطوة، من شأنها أن تساعد بلده على تعزيز أنشطته في القارة الإفريقية ومع الدول الأعضاء في المنظمة، منبهاً إلى أن تل أبيب، تتمتع بعلاقات مع 46 دولة في القارة السمراء، ولديها شراكات واسعة النطاق وتعاون مشترك في العديد من المجالات بما فيها التجارة.
وتابع أن إسرائيل عملت في السنوات الأخيرة، على تجديد علاقاتها الدبلوماسية مع تشاد وغينيا، إلى جانب السودان، عقب انضمامها لاتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات، معتبراً أنه عقب التأسيس الرسمي لصفة عضو مراقب داخل الاتحاد الإفريقي، ستكون الأطراف قادرة على التعاون، من أجل مكافحة كورونا، ومنع انتشار الإرهاب المتطرف في جميع أنحاء القارة، إلى جانب مجالات أخرى.
وأعادت عودة إسرائيل لتكون عضوا مراقبا داخل الاتحاد الإفريقي، موقف الجزائر من رجوع المغرب إلى المنظمة القارية سنة 2017، حين اعتبرت أن جلوس المملكة داخلها برفقة جبهة البوليساريو الانفصالية، يعتبر اعترافاً ضمنياً منها بالأخيرة، وهو ما يعني أن استمرار دولة قصر المرادية في مقعدها داخل “AU”، اعتراف بتل أبيب.
وذهب مراقبون إلى أن جنرالات قصر المرادية، بالرغم من أنهم لا يمانعون في الاعتراف بإسرائيل بشرط تحقيق عدد من الشروط، إلا أن الموقف المعلن من طرفهم عقب استئناف المغرب لعلاقاته مع تل أبيب، وضعهم في موقف محرج على المستوى الداخلي، خصوصاً بعد الإشادة الكبيرة التي حظي بها فتحي نورين، لاعب الجودو، بعد انسحابه من أولمبياد طوكيو، عقب وقوعه في مواجهة لاعب إسرائيلي.
ولحد الساعة، وبعد مرور حوالي 24 ساعة على إعلان إسرائيل عودتها إلى الاتحاد الإفريقي، لم تصدر الجزائر أي ردّ فعل تجاه الخطوة، وهو ما جعل محللين سياسيين يتوقعون أن لا يخرج قصر المرادية بأي موقف، وذلك من من أجل التقليل من أهمية الأمر، سيما بعد ظهور نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، يذهبون إلى أن صفة عضو مراقب، ليست ذات أي أهمية.
التوقع الأخير، هو نفسه الذي أكده الإعلامي الجزائري وليد كبير، الذي قال في تصريح لجريدة “بناصا”، إن سلطات قصر المرادية، تلتزم الصمت إلى حد الآن، وأعتقد أنها لن ترد، إلى جانب أن إسرائيل لها علاقات مع 48 دولة في القارة الإفريقية، مضيفاً أنه لا يتوقع أن تخرج الجزائر بأي بيان، وستقوم بتجاهل الأمر.
تعليقات الزوار ( 0 )